أزمة دبلوماسية "عابرة للأجواء" بين الجزائر وبلجيكا

أعلنت الحكومة الجزائرية سحب سفيري الجزائر في بلجيكا وهولندا في تطور ملفت لقضية طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المحتجزة بمطار بروكسل منذ نهاية الأسبوع الماضي وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية ليلة السبت بأنه "قد تم استدعاء سفيري الجزائر بكل من مملكتي بلجيكا وهولندا إلى الجزائر قصد "التشاور". ويأتي هذا القرار حسب المصدر ذاته "عقب حجز ومنع إقلاع طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من مطار بروكسل، في حين لم يتم استنفاذ سبل الالتماس لدى الهيئات القضائية المختصة". وفي خضم نفس الأحداث، استقبل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة سفيري هولندا وبلجيكا في الجزائر صباح أمس بعد استدعائهم لتقديم توضيحات حول قرار السلطات البلجيكية بوضع الطائرة الجزائرية تحت الحجز وطريقة التعامل معها التي أثارت حفيظة الدولة الجزائرية بعد أن تم إخلاء الركاب وطاقم الطائرة دون أن تبلغ السلطات البلجيكية الممثلية الديبلوماسية الموجودة ببلجيكا، خصوصا أن الجزائر تمتلك سفيرا مفوضا فوق العادة متمثلا في شخص الناطق السابق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، في الوقت الذي لم تبذل فيه السلطات البلجيكية أي جهد للتكفل بالركاب وتوفير بدائل سفر أو إيواء لهم بعد أن تم منع رحلتهم من الإقلاع تعسفيا دون الالتفات إلى الطعن الذي تقدم به دفاع الخطوط الجوية الجزائرية لدى محكمة التحكيم الدولي ببروكسل. وترجح التطورات الأخيرة ظهور بوادر أزمة ديبلوماسية في الأفق بين الجزائر وبروكسل بالنظر إلى أن استدعاء ممثل المملكة الهولوندية لكونها طرف في النزاع القضائي، حيث يعتبر استدعاء السفراء في الخارج ضمن العرف الديبلوماسي إنذار لدولة أخرى، وقد يمهد لمرحلة تصعيد لهجة خطاب يحتمل أن تباشره الجزائر إن لم تتلق تطمينات من الجانب البلجيكي، كما أن استدعاء سفراء الدول الأجنبية عادة ما يحمل رسائل قوية تظهر مدى انزعاج الحكومة من تصرف تلك الدول وعدم لجوئها للتشاور معها عبر القنوات الديبلوماسية المشتركة وفق ما يمليه العرف الديبلوماسي.