الجزائر

أزمة تحمل خيبتها في خصوصياتها



أزمة تحمل خيبتها في خصوصياتها
لماذا تختلف الأزمة الليبية عن نظيراتها في الحراك الشعبي العربي ؟؟سؤال يعود بالباحث عن الجواب أو بعض من عناصره إلى ما قبل فترة حكم العقيد معمر القذافي الذي تخاصم مع الحياة الحزبية خصاما كان بمثابة الطلاق حتى و إن لم يحدث زواج في الأصل فقبل القذافي لم يكن الملك السنوسي يحب الأحزاب فقد حاربها و زج بأصحابها في السجون و كذلك فعل " الزعيم " بل و قال في اكثر من مرة أن الحزب هو من يشوب الديمقراطية و عليه ظلت شخصيات تعمل في السرية التامة نظرا للاستخبارات المسلطة على المشكوك فيهم أو اتجهت شخصيات أخرى إلى الخارج لممارسة ديمقراطيتها و انتقاد نموذج الحكم القبلي و الأسري الذي انغمس فيه القذافي و أبناؤه الستة. إن غياب الحياة الحزبية معناه الإلغاء التام للاختلاف الذي يؤسس للديمقراطية التشاركية ما دام الاجتماع يصنعه هذا الاختلاف ذاته و هي مصطلحات لا وجود لها في يوميات الليبيين الذين ينامون و يصحون على الكتاب الأخضر للقذافي الذي يعلمهم طقوس ممارسة السياسة داخل القبيلة و هذه القبيلة ليست إلاّ القذاذفة أنفسهم الذين حكموا ليبيا أكثر من 42 سنة.الحكم في ظل القبيلة غابت عنه دولة المؤسسات التي عوضتها اللجان الشعبية و الجيش النظامي المحترف الذي عوضته كتائب القذافي و التي احتمى بها طيلة سنوات حكمه للبلاد. و عليه فسقوط نظام العقيد كان له الأثر الوخيم على امكانية قيام الدولة التي افتقرت إلى كل شيء و ليس الأمن فقط.بلد ( و ليس دولة ) بدون برلمان أو مؤسسات تشرع للحياة العامة .بدون جيش بدون أحزاب بدون جمعيات و لا مجتمع مدني في أبسط تعريفاته و رغم السرة التي تدخل بها الناتو لإنقاذ الليبيين من قبضة الحديد و الفولاذ إلى أن بناء الدولة الليبية لم يكن بتلك السرعة بل لا يزال الوضع يجتر الخيبة و تكالب الارهاب منذ 2011و رغم إعلان عن هذا الحزب أو ذلك فإنّ المتتبعين لشؤون السياسة يقولون بأنّ نظرة الأحزاب الليبية إلى الواقع ضيّقة تحكمها العقيدة و الجهوية




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)