الجزائر

أزمة المدرسة والأزمات الأخرى!



أزمة المدرسة والأزمات الأخرى!
ليست أسعار البترول وحدها التي تتهاوى وتتوعد بمستقبل كارثي على البلاد مع مطلع 2016، خاصة بعد رفع العقوبات عن إيران، فالغليان الذي تعيشه الجبهة الاجتماعية هذه الأيام، والذي اتخذ من المدرسة حلبة صراع، يوحي بأنه ليس الصيف وحده الساخن طبيعيا وسياسيا، وإنما البلاد مقبلة على انفجار اجتماعي بعد كل هذا الاحتقان، مع التهديدات التي رفعتها النقابات المدرسية بشل المدارس منذ اليوم الأول للدخول المدرسي 6 سبتمبر المقبل، والمطلب واحد وهو رحيل الوزيرة، مطلب يتفق الجميع على أنه لن يتنازل عنه ولن يتفاوض بشأنه. فأين المفر؟!ففي الوقت الذي عجزوا فيه جميعا، سياسيون ونقابات وأحزاب على انتقاد سياسة رئيس الجمهورية والحكومة التي تعتبر الوزيرة بن غبريط أحد خياراتها، اتفقوا جميعا على الوزيرة، ولا أدري إن كان السبب لكونها امرأة، أم حقا الغيرة على اللغة العربية وعلى الهوية الجزائرية؟!لم أفهم سبب انضمام جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي لصاحبه أويحيى إلى قطب الحرب ضد بن غبريط؟ أم الغموض الواقع هذه الأيام والحرب في دواليب الحكم، أخلطت أوراق الجميع، ولم يعد أحد يعرف ماذا ومن يتبع، ومن في يده سلطة القرار.كيف لجبهة التحرير أن تحارب وزيرة، جاءت من رحم سياسة دعمها أمينها العام وخاض حروبا دامية من أجلها؟ ونفس التساؤل موجه لمناضلي الأرندي، الذي ركب موجة، أم فقط لسحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين في الدفاع عن المدرسة وعن العربية؟!لابد من الإقرار بأن الوزيرة أخطأت بطرحها التدريس بالعامية، فالعامية كانت دائما وسيلة في يد المعلم لمرافقة الأطفال في سنوات تمدرسهم الأولى، فما الداعي الآن إلى تقنينها؟ ثم لماذا كل هذه التصريحات والتصريحات المتضاربة حول هذه القضية، التي استغلها أعداؤها وما أكثرهم للإجهاز عليها، وعرقلة مشروعها الذي يمتلك الكثير من الإيجابيات. وها هي السلطة حصرت إلى جنب الحائط، فإما التخلي عن الوزيرة، أو الانفجار الاجتماعي والاضطراب في المدرسة الذي يكلف التلاميذ والبلاد غاليا! وبحكم معالجة قضية الخمور، وقضايا أخرى سبقتها، فإن السلطة ستتخلى حتما عن الوزيرة وتضحي بها مثلما ضحت ببن يونس، ومثلما ضحت بآخرين قبله، فلابد دائما من كبش فداء لامتصاص غضب الشارع واحتواء الإسلاميين الذين يبدو أن أطراف الصراع في حاجة إليهم للحسم في لعبة الحكم القادمة، وقد بدأت استمالتهم مؤخرا بحج مقري إلى المرادية ومقابلته مدير ديوان الرئيس.أين المفر؟ قلت، وأين لنا أن نلجأ بأبنائنا في هذا الجو الموبوء بالصراعات وبالتلاعب بمستقبل أبنائنا والسنة توحي بأنها ستكون سنة كل الصراعات والثمن سيكون غاليا، نقولها ونشد على بطوننا، كي لا يتحول الصراع السياسي والإيديولوجي إلى صراع دام، في الوقت الذي يطلق فيه مدني مزراق ورجاله لحاهم، ويعقدون جامعتهم الصيفية في مستغانم ويعدون العدة، لا أدري لماذا، وكأنني أسمع صوت أزيز الرصاص من قريب!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)