الجزائر

أزمة الغاز الصخري بين أعيان العرفان وأهل البرهان



أزمة الغاز الصخري بين أعيان العرفان وأهل البرهان
في منطقة الجنوب، نحن بحاجة إلى أهل البرهان، تماما مثل حاجتنا إلى أعيان العرفان، والمقصود بأهل البرهان والمعارف، مواقع القيمة المضافة، حيث جامعات تكنولوجيا القمة، ومختبرات البتروكيمياء والكيمياء الصناعية، ومراكز البحوث العلمية محل صنع رأس المال الفكري، وبراءات الاختراع تكملها في ذلك معاهد الإيكولوجيا وحماية البيئة.“في ظل هذه المعطيات، يبدو جليا أهمية تواصل الجنوب تعليما وتكوينا وتمهينا مع الثورة المعرفية وآخر مستجداتها لحظة بلحظة في عهد الزمن الرقمي الذي لا يقبل الاستغراق، وكذا تعلم اللغات الأجنبية باعتباره أولوية، وكل ذلك سيؤدي حتما، شيئا فشيئا إلى وجود بيئة علمية وثقافية تنمو في حضن حضارة الجنوب وتمتزج بها”.في منطقة الجنوب، نحن بحاجة إلى أهل البرهان، تماما مثل حاجتنا إلى أعيان العرفان، والمقصود بأهل البرهان والمعارف، مواقع القيمة المضافة، حيث جامعات تكنولوجيا القمة، ومختبرات البتروكيمياء والكيمياء الصناعية، ومراكز البحوث العلمية محل صنع رأس المال الفكري، وبراءات الاختراع تكملها في ذلك معاهد الإيكولوجيا وحماية البيئة.بهذا الشكل تتكامل منارات الحكمة، يقودها أقطاب العرفان، حيث تصنع النفس الزكية والعين البصيرة عبر الانتقال بين مقامات العرفان نظريا كان أم عمليا، فالأهم هو تحصيل دليل الحكمة الذي من شأنه أن يسهم بقوة اليوم في ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه الإسلام السياسي، إثر فشله في بناء الدولة وتسيير الحكم، على أن تتكامل تلك المنارات مع مراكز البرهان المولدة للمعرفة، مصدر خلق الثروة وركيزة الاقتصاد الرقمي، القائم أساسا على المعرفة وحسن إدارة الوقت، حتى لا نقع ضحايا الوقت عندما يتجاوز الزمن الاجتماعي الزمن السياسي، فنقع في مشكلة انعدام تزامن بين القرار السياسي والمطلب الاجتماعي، كما يحدث اليوم في قضية الغاز الصخري، لمجرد مغالطة وجد أهل العرفان فيها أنفسهم بحاجة إلى أهل البرهان، يستقدمونهم من الشمال، كي يستكمل عين اليقين وحق اليقين بعلم اليقين، تماما كما يقصد أهل الشمال أعيان الجنوب، إذا ما اعتلت القلوب أو احتارت العقول، فاحتاجت الأولى لمن يعيد إليها سكينتها وسلامها الداخلي، وتطلعت الثانية إلى من يلهمها دليل طريق، وإن كان بين العقل والفؤاد تداخل في المعنى، أكدته النصوص، ولم ترق إليه بعد العلوم، وكلاهما أي البرهان والعرفان ضروريان للشمال والجنوب، ويبقى الامتياز بينهما، حيث ما وجد رافدا مهما لتحقيق التوازن في التنمية بكل أبعادها، لاسيما أن هناك غدا للنفط أو البترول، وهناك نفط الغد، المتمثل في المعرفة التي لا تنضب، فكلما استهلكنا النفط قلت الكمية المتبقية منه، وكلما استهلكنا المعرفة زاد إنتاجها، وهنا نؤكد بأنه لابد أن يكون للجنوب أقطاب معارف يشدون من أزر أقطاب العرفان، باعتبارها مصدرا للثروة من جهة وبكونها من أسرع مكونات التغيير في الاقتصاد وفي البيئة الاجتماعية، ووسيلة تحقيق التزامن بين القرار السياسي والزمن الاجتماعي، فضلا عن عامل آخر غاية في الأهمية والمتمثل في اللغات المستخدمة في التعبير عن المعرفة، حيث سجل الجنوب دوما نتائج غير مرضية في اللغات الأجنبية في شهادات الابتدائي والمتوسط والثانوي، بل وصل الأمر إلى إلغاء امتحان اللغة الأجنبية في بعض مناطق الجنوب، في الوقت الذي لم تعد تحمل اللغة الأجنبية بعدا إيديولوجيا، بقدر ما أصبحت اللغة تمثل سلعة وتحمل بعدا خدماتيا بحتا، وهنا لابد أن تتحمل القطاعات المعنية مسؤوليتها كاملة في هذا الجانب، لاسيما أن الشركات في الجنوب دولية، ومؤهلات العمل معها تحتاج إلى التركيز على اللغات الأجنبية بشكل خاص في الجنوب، كما أن المنطقة سياحية جاذبة، وبحاجة إلى أن يتقن أهلها أكثر من لغة أجنبية، يكتسبونها كسلعة وخدمة تمثل قيمة مضافة في مجال ذلك الجزء من الاقتصاد الخاص بالاستثمار في السياحة من جهة، كما تعتبر إحدى مؤهلات التثاقف والتقابس بين الحضارات من جهة ثانية. في ظل هذه المعطيات، يبدو جليا أهمية تواصل الجنوب تعليما وتكوينا وتمهينا مع الثورة المعرفية وآخر مستجداتها لحظة بلحظة في عهد الزمن الرقمي الذي لا يقبل الاستغراق، وكذا تعلم اللغات الأجنبية باعتباره أولوية، وكل ذلك سيؤدي حتما، شيئا فشيئا إلى وجود بيئة علمية وثقافية تنمو في حضن حضارة الجنوب وتمتزج بها، وعبرها يسهل استيعاب خلفيات وأبعاد أي مشروع اقتصادي وتنموي، غازا صخريا كان أو غيره، لأنه حينئذ يكون أهل البرهان، أهل الخبرة والعلم من أبناء الجنوب أنفسهم، قد قاموا بواجبهم في تهيئة المناخ على خلفية بصيرة من أهل العرفان، لاستقبال القرار السياسي المتزامن مع الزمن الاجتماعي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)