الجزائر

أزمة الرئاسيات بين التوطين والتدويل؟!



أزمة الرئاسيات بين التوطين والتدويل؟!
تأملوا ما يأتي:❊سعداني يزور فرنسا لمدة شهر تقريبا وعندما يعود يصرح بما صرح به ضد (D.R.S). حنون تزور ڤايد صالح وبعد مقابلته تقول: إن تأييد سعداني فيما يقول معناه فتح الباب للتدخل الأجنبي!الرئيس بوتفليقة يدعو في رسالة التعزية بحادث الطائرة إلى عدم التخلاط داخل الجيش ولا يحدد الجهة التي يتّهمها بالتخلاط إلى درجة أن الناس اعتبرت ما قاله الرئيس قد يكون موجها حتى للرئيس نفسه على اعتبار العلاقة بين سعداني والرئاسة، وأن الرئيس قد لا يكون اطلع على الرسالة، لأنه لا يعقل أن تأتي الرسالة غامضة إلى هذا الحد، وهي موجهة إلى حل إشكال في المؤسسة العسكرية وعلاقتها بالآخرين. ما يفهم من رسالة الرئيس ومن كلام سعداني وتصريحات حنون، أن الهوشة الحاصلة في المؤسسة العسكرية ليست هوشة جزائرية سببها الموقف من العهدة الربعة كما يدعون... بل الهوشة هذه هي هوشة فرنسية أمريكية داخل المؤسسة العسكرية تتم بالوكالة عبر تصريحات ومواقف جزائرية. !في 1994 قال لي مسؤول أمريكي في السفارة الأمريكية آنذاك.. “إن الحل السياسي للمعضلة الجزائرية لا يمكن أن يحدث إلا إذا انقسم الجيش”!وقتها أحسست بالرعب مما يقوله هذا المسؤول الأمريكي، والحمد لله أن هذا لم يحدث رغم المآسي التي مرت بها البلاد. فلو حدث، لكانت المآسي أضعاف مما حدث. في سنة 2004 كانت الهوشة حول الرئاسيات ذات ملامح فرنسية أمريكية، وقد انتصر فيها التيار الأمريكي. واليوم يبدو أن الهوشة هي فرنسية أمريكية بأدوات جزائرية، ولعل هذا ما أشارت إليه حنون عندما قالت بأن تأييد سعداني فيما يقول معناه فتح الباب للتدخل الأجنبي. حجم المصالح الأجنبية في الجزائر، وحجم كعكة الجزائر التي تنتظر التقسيم هي التي أدت إلى هذه الهوشة العلنية في أهم مؤسسات الدولة حيوية، لأن العهدة الرابعة لا تعني إجراء انتخابات حتى ولو كانت مزورة، بل تعني تأجيل الانتخابات الرئاسية الحقيقية سنة أو سنتين باسم العهدة الرابعة والتي هي في الحقيقة تأجيل وليس عهدة رابعة. التمعن في قائمة المرشحين للرئاسيات ونحن على مرمى حجر من إغلاق الترشح، يدل على أن الرئاسة والمؤسسة العسكرية وأحزاب التحالف والشيتة لم تترك مخرجا للبلد سوى العهدة الرابعة، أي تأجيل الانتخابات بالعهدة الرابعة أهون من إجرائها. وإذا فإن المشكلة لم تعد خلافات رئاسة جيش أو معارضة جيش أو رئاسة معارضة، بل أصبحت جيش جيش بأبعاد دولية وعزلة وطنية؟ ! وهذه هي خطورة ما يواجه الجزائر الآن، وأزمة سعداني توفيق هي الجزء الظاهر من جبل الجليد. صحيح أن الجيش الجزائري العريق في التماسك والوحدة لا خوف عليه من خطر الانقسام حول قضية بسيطة مثل العهدة الرابعة أو اختيار رئيس جديد، لكن دخول المصالح الأجنبية بامتداداتها عبر المال الفاسد وتعاظم سطوة الرداءة، قد يشكّلان الخطر الأكيد هذه المرة. [email protected]




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)