أزمات دبلوماسية طرفها إسرائيل وأسبابها فنيّة

 على خلفية المثل القائل "وراء كل مصيبة في العالم ابحث عن اليهود" يمكن أن نسجّل في هذه الورقة المقتضبة أهم الأعمال الفنية السينمائية التي تسببت مؤخرا فقط، في اضطراب علاقات دبلوماسية بين حكومات.. قاسمها المشترك هو أن الطرف الآخر كان إسرائيل..غيّر عمل سينمائي، مؤخرا، العلاقات الدبلوماسية بين أكثر من دولتين، محورها هذه المرة كان تركيا.. وهي للمرة الثانية خلال شهور قليلة يتسبب فيها عمل فنّي تركي بإثارة أزمة سياسية ودبلوماسية بامتياز مع إسرائيل، وصلت ذروتها باستدعاء متبادل للسفراء و"توبيخ" ومطالب بالإعتذار."وادي الذئاب" المسلسل الذي يقف وراء هذه الأزمة السياسية بين أنقرة وتل أبيب، وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها بأنه "لاسامي ومعادي لإسرائيل".المسلسل، الذي وصل إلى العرب مدبلجا إلى العربية، بدأ بثه للمرة الأولى عام 2003، كان قد حظي بشعبية جارفة منذ انطلاقته إلى الحد الذي دفع إلى إنتاج فيلم عنه سنة 2006. وادي الذئاب عمل فني استطاع إذن؛ أن يغير تاريخ العلاقات السياسية التركية -الإسرائيلية.ضجة إعلامية أخرى أثيرت قبل أسابيع فقط، تبعتها أزمة دبلوماسية بين مصر وفرنسا، بسبب عرض فيلم سينمائي بعنوان "شبه طبيعي" للمخرجة الإسرائيلية كيرين بن رفائيل، التي عملت لفترة في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو الفيلم الذي كان من المقرر عرضه في مهرجان سينمائي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، إلا أن عددا من أعضاء لجنة التحكيم بالمهرجان اعترضوا على عرض الفيلم، الذي اعتبروه نوعاً من التطبيع السينمائي. وبعد مشاورات مع وزارة الخارجية الفرنسية تقرر رفع الفيلم من قائمة الأعمال المشاركة في المهرجان. قبل قرار إلغاء المهرجان برمته، دار سجال إعلامي بين وزارة الخارجية الفرنسية ونظيرتها المصرية، لا تزال تبعاته تتردد إلى أيامنا هذه..