الجزائر

أزمات أسرية وسلبيات عديدة



حتمية الأنترنت في البيوت الجزائرية..
أزمات أسرية وسلبيات عديدة
أضحت الأنترنت ضرورة حتمية في عصر التكنولوجيا والجزائر ليست في منأى عن ذلك التطور بحيث صارت الحاضرة الأولى في اغلب البيوت لكن بعض الجوانب شكلت سلبيات فمن الإفراط في استعمالها إلى اندلاع الأزمات الأسرية بسبب الصراعات الزوجية وخدش الخصوصيات واستعمالها في غير أطرها الإيجابية.
نسيمة خباجة
امتدت آثار الأنترنت كأحد أدوات التواصل في العصر الحديث إلى شتى مناحي الحياة وأصبح له أثر ملموس في العلاقات الاجتماعية وهناك مواقع مخصصة لذلك واتخذت أسماء تأكد تأثيرها في الحياة الاجتماعية مثل مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفايس وبوك واليوتيوب والانستغرام وغيرها.
ولم تتفق الآراء حول الأنترنت وتأثيره في الحياة الأسرية وبالأخص العلاقات بين الأزواج فالبعض يراه إيجابيا والأكثرية تراه معيبا وربما تسبب في أزمات أسرية توشك على الطلاق وبعضها أفضى إلى الطلاق بالفعل.
ايجابيات قليلة
تقول السيدة وهيبة (ربة بيت ): استفدت كثيرا من الأنترنت وهو بالنسبة لي يمثل فائدة واحدة وكبيرة جدا فمن خلاله يمكنني التواصل أنا وأبنائي مع زوجي الذي يعمل في ولاية بعيدة عبر خدمة سكايب وهي غير مكلفة وتتيح لنا التواصل على مدار اليوم دون عناء من التكاليف أو انقطاع الخط. وعن رأيها في مواقع التواصل الاجتماعي قالت: أنا لا أعرف هذه المواقع ولا أهتم بها. كل ما يهمني هو الاتصال الصوتي الذي يمكنني وأبنائي من الاطمئنان على زوجي ويمكنه من الاطمئنان علينا في أي وقت.
اما سيدة أخرى فقالت إن واجبات ابنائها الدراسية اجبرتها على ادخال شبكة الأنترنت لبيتها ولا ترى اي حرج في ذلك خصوصا وانها دائمة الرقابة على ابنائها لعدم الافراط او استغلالها في امور مشبوهة ورات ان الأنترنت هي صحيح البعبع الذي نحترس منه في البيوت على اكثر من صعيد الا انها صارت تفرض فرضا والمتخلف في الوقت الحالي هو من لا يجيد استعمال الأنترنت.
سلبيات عديدة
يرى السيد سمير أن الأنترنت لا فوائد له داخل الأسر وساهم في تفككها وعزلة أفرادها خصوصا في علاقة الأزواج كما يراه معول هدم لهذه العلاقة خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح المحادثات الجماعية والتي تقتحم خصوصيات الناس وهو ما يزعجني جدا كرجل يغار على بيته وزوجته - يقول -.
ويضيف: أستغرب كثيرا من الأزواج والزوجات الذين يجلسون بالساعات أمام مواقع التواصل الاجتماعي ويتبادلون الأحاديث مع رجال ونساء من غير المحارم وربما تمتد السهرات لساعات الصباح الأولى وهو ما أعتبره نوعا من الخلوة الافتراضية التي يرفضها وقد تسبب الأنترنت في هدم بيتي حين أقدمت على طلاق زوجتي بعدما رأيتها تجلس كثيرا على الأنترنت وتتحدث مع زملاء وزميلات لها في أوقات متأخرة وكلما تحدثت معها هونت من الأمر واعتبرت ذلك من الأمور العادية فكان الطلاق هو الحل.
اما من جانب الأبناء فنجد العديد من السلبيات بحيث اثرت الشبكة العنكبوتية على تنشئتهم وسلوكاتهم وجعلتهم يعيشون في عزلة وفي عالم افتراضي يبعد عن الواقع ناهيك عن استغلالهم وتعرضهم إلى كافة اشكال العنف والابتزاز وفساد الاخلاق بعد اقحامهم جبرا في مواقع مشبوهة بحيث أثبتت الكثير من التجارب ان سلبيات الأنترنت على الأطفال عديدة ووجب الحذر منها.
المسؤولية في ذلك تقع على عاتق الأسرة التي تعد الحصن المنيع للدفاع عن الأبناء ورقابتهم وتجنيبهم الافراط وسوء استعمال الأنترنت بوجه عام والوسائط الاجتماعية بشكل خاص.
لا إفراط ولا تفريط
الأنترنت هي وليدة التكنولوجيا وأصبحت وسيلة اتصال ضرورية لتيسير الحياة لكن وجب استعمالها في حدود طبقا لقاعدة لا افراط ولا تفريط في استعمالها
واذا نظرنا إلى علاقة الأزواج بالأنترنت فإنها تحتاج الكثير من التوجيه والتثقيف المبني على رؤية شرعية خصوصا وأن هذه الوسائل دخلت حياتنا ولم يصاحبها طريقة أو آداب التعامل معها.
الأنترنت يقتحم خصوصيات الأفراد كما يقتحم خصوصيات الجماعات ومن أهم هذه الخصوصيات العلاقة بين الزوجين وذلك بتدخل أطراف خارجية في العلاقة بين الزوجين عن طريق شاشة الكمبيوتر والتواصل في الواقع الافتراضي وهو ما يعتبره البعض أمرا عاديا لكنه ليس كذلك ويتسبب في الكثير من الخيانات والكوارث الاجتماعية لذلك نحتاج جهدا تنظيرا لآداب الأنترنت حتى نحافظ على علاقة الأزواج وعلى سلوكيات الأبناء ومن ثمة تحقيق تماسك الأسرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)