الجزائر - A la une

أرقام «الحاج» والاحتراف «الأعوج»



أرقام «الحاج» والاحتراف «الأعوج»
قال رئيس الاتحادية الكروية الحاج محمد روراوة بأن «الفاف» سجلت أكثر من 200 ألف لاعب كرة قدم منخرط في 2033 ناد كروي عبر كامل تراب الوطن، في الوقت الذي لا يجد هؤلاء ربع مساحة ميدان للتدرب ولا يمكن بهذه الطريقة يضيف رئيس الاتحادية الحديث عن التكوين والاحتراف في الجزائر.ولأن روراوة يحسن توظيف لغة الأرقام، فقد رمى «الحاج» بالكرة صوب السلطات العمومية سواء الوزارية أو المحلية ، لتحمل مسؤولياتها في قضية تسيير ملف الاحتراف.صحيح أن غياب مرافق وميادين التدريبات يشكل عائقا رئيسيا في مجال كرة القدم ولا يمكن لأي مدرب أن يقوم بعمله على أكمل وجه دون ميدان للتدريبات ومع هذا ففشل الاحتراف في الجزائر لا يمكن حصره في غياب الميادين فقط، فالجزائر كانت تملك ربع هؤلاء المنخرطين الذين أحصتهم الفاف وكان لديها منتخبات قوية في السبعينات والثمانينات، وكان الشارع هو الميدان الرئيسي لكل الشبان وتخرجت منه أجيال من اللاعبين الموهوبين هزموا ألمانيا سنة 82 وأسالوا العرق البارد للبرازيل في سنة 86 واحترف في أوروبا العشرات منهم.وحتى إن تحاشى رئيس الاتحادية الحديث عن السبب الرئيسي في فشل مشروع الاحتراف رغم حداثته، لأنه لا يريد أن يغضب رؤساء النوادي أو أصحاب الشركات التي تسيّر النوادي، فإن الكل يجمع على أن الدولة وفرت سيولة مالية ضخمة للنوادي وتسييرها من قبل هؤلاء «الشركاء» الذين بسطوا أيديهم على النوادي الكروية بالدينار الرمزي هو مكمن الداء وليس شيئا آخر، فالمسير الناجح هو من يجد الحلول الناجعة للمشاكل وليس العكس.ولو كانت النوادي تسير من قبل محترفين في التسيير لاشترى كل ناد قطعة أرض ب10 ملايير سنتيم، وجهزها لتدريبات كل فروعه الشابة، عوض أن يقدم هذا المبلغ علاوة أو أجرة لثلاثة لاعبين في الموسم الواحد.فالتسيير الرشيد غير موجود لدى «الرؤساء» وخطأ الدولة ليس في عدم بنائها للمرافق، بقدر ما هو توزيع المال بالملايير على النوادي لإنقاذ مشروع فاشل لفشل مسيريه.والسؤال الذي يفرض نفسه ونحن نطالع الأرقام التي قدمها رئيس الاتحادية، هو كيف لبلد مثل الجزائر به 200 ألف لاعب كرة قدم يعجز عن تشكيل منتخب تنافسي على الصعيد القاري ؟ وكيف أصبحت 2033 جمعية رياضية أو ناد كروي «عاقرا» ولا تلد لاعبين موهوبين ولا تمنح عنصرين للخضر كي يشارك بهما في المحافل الدولية؟.فأرقام رئيس الاتحادية ستظل مجرد أرقام، والواقع المر باق على حاله مادام أن تسيير النوادي الكروية منح لغير أهله… فلا يمكن للظل أن يستقيم والعود أعوج.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)