الجزائر

أرادها أن تكون أم كلثوم الجزائر.. وعاقبها بعد كامب ديفيد



أرادها أن تكون أم كلثوم الجزائر.. وعاقبها بعد كامب ديفيد
قليل من متابعي الفن العربي من يعلم بأن الرئيس الراحل هواري بومدين ساهم في العلاقة الفنية التي جمعت بين الموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم بعد خلاف دام قرابة نصف قرن من الزمان حيث تمكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من جمعهما بشبه أمر لأجل أن يلتقيا في عمل فني وكان رفقته هواري بومدين الذي عاد إلى القاهرة في فيفري عام 1964 ليحضر رفقة زميله عبد الناصر الحفلة التي أدت فيها أم كلثوم أغنية أنت عمري من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب.
وكان هواري بومدين يتمنى أن تصبح للجزائر فنانة في قيمة أم كلثوم، ولم تكن أية فنانة قادرة على ذلك إلا وردة الجزائرية رغم أن الزمن البومدييني ساعد نادية التي هي من أصول سورية، وثريا التي هاجرت إلى مصر وسلوى وحتى مهدية التي سافرت إلى مصر وأعادت أغاني درياسة الناجحة، ولكنها عجزت رغم أنها تعاملت مع كبار الملحنين من المواصلة، وعندما حانت للراحل بومدين الفرصة في احتفالية الذكرى العاشرة للاستقلال لم يتردد ومنح للسيدة وردة فرصة أن تكون أم كلثوم الجزائر والمغرب العربي، فجاءت أغانيها الوطنية بصوت جزائري وشِعر جزائري ولحن مصري مشتق من تراث وهراني.
ولكن الفنانة الكبيرة أحرجت بومدين ليس بهجرتها إلى القاهرة وإنما بزواجها من بليغ حمدي الذي وضعت الجزائر تحت تصرفه كل الامكانات لمساعدة وردة في العودة إلى الفن، فإذا به يدخل معها في مشروع زواج نسف عائلة من ولدين وزوج هو في الأصل من المقربين للراحل هواري بومدين، وبقيت العلاقة بين بومدين ووردة باردة إلى ان تجمدت نهائيا عندما قام الرئيس المصري أنور السادات في 19 نوفمبر1977 بزيارة زلزلت العالم العرب إلى القدس وأمضى على معاهدة السلام، وقاد بومدين حينها جبهة للصمود والتصدي للخيانة، وأعقبها بقرارات في مجالات ثقافية عدة، ومنها منع المسلسلات المصرية وبدأت الأصداء تصل بومدين عن دعم عدد من الفنانين والفنانات لأنور السادات ومنهم وردة التي كانت علاقتها سيئة مع زوجة السادات الثانية السيدة جيهان التي سبق وأن اتهمتها بصداقتها مع بنات السادات من زوجته الأولى إقبال عفيفي التي رُزق منها بثلاث بنات وهن رقية وراوية وكاميليا.
وكان وقوف وردة ضد كامب ديفيد أو حتى مجرد الصمت هو نهايتها، فأقرت السلطات الجزائرية حينها قائمة سوداء باسم الفنانين الذين وقفوا إلى جانب كامب ديفيد وكان على رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تمت ترقيته إلى رتبة جنرال بعد أن لحّن موسيقى السلام وهو أيضا ملحن روائع وردة مثل "في يوم وليلة و"بعمري كله حبيتك" ولولا الملامة" وغيرها، فتواجد اسم وردة في القائمة السوداء ومنعت أغانيها لمدة طويلة جدا فاقت العام وحتى بعد وفاة بومدين في 27 ديسمبر 1978 بقي المنع ساريا إلى أن عفا الشاذلي بن جديد عنها خاصة بعد مقتل السادات في السادس من أكتوبر1981 .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)