الجزائر

أخطاء فادحة ترتكب في تربية الذكور



ترى الأخصائية النفسانية منى عبد اللاوي، أنه من الخطأ تربية الذكور في المنازل وحرمانهم من الخروج إلى الشارع، من باب الخوف عليهم، وحمايتهم من مختلف الآفات الموجدة، وحسبها، فإن تربية الذكور تختلف عن تربية الإناث، ولا يجب أن يكون الخوف الزائد من الأولياء، وتحديدا من الأمهات، مبررا لحرمانهم من التعرف على العالم الخارجي الذي يلعب هو الآخر دورا بارزا في بناء شخصيتهم، وجعلهم قادرين على التعامل اجتماعيا مع البيئة التي ينتمون إليها، كاشفة أن 70 بالمائة من الذكور، الذين يحرمون من الخروج خلال مرحلة الطفولة، يعانون من فرط في الحركة، بسبب تقليص مساحتها وحصرهم في المنازل.تستقبل الأخصائية النفسانية منى عبد اللاوي عدة تساؤلات من الأولياء، خاصة الأمهات، مفادها حرمان البنات والذكور على حد سواء من الخروج إلى الشارع للعب، من باب الخوف عليهم، وقالت في هذا السياق: "من بين أكثر الانشغالات التي تصلني في باب تربية الأبناء، كيفية التعامل معهم، وطريقة تربيتهم التي تقوم على حرمانهم من الخروج إلى الشارع". تبين لها أن "الكثيرات يعتمدن في تربية أبنائهن على تواجدهم في المنزل"، مبررات ذلك بالخوف عليهم مما يحمله الشارع من أفات اجتماعية خطيرة، فمثلا، تشرح المختصة: "تقول إحدى الأمهات بأنها تحرم ابنها الذكر من الخروج، خوفا عليه من الاحتكاك بجماعات السوء، وأخرى تقول بأن الاعتداءات الجنسية أصبحت كثيرة، بالتالي لا مجال مطلقا لتركهم يخرجون إلى الشارع، وأخريات يبررن سلوكهن بالخوف من حالات الاختطاف التي يتم تسجيلها بين الحين والآخر، وغيرها الكثير من المخاوف"، وإن كانت هذه المخاوف، حسب المختصة، "مبررة ومعقولة، غير أن ما يجب أن تفهمه الأسرة الجزائرية، خاصة الأمهات، بأن طريقة تربية الذكور تختلف عن تربية الإناث، داعية بالمناسبة الأولياء، إلى التثقف أكثر في الاختلاف الموجود بين الجنسين، لتجنب ارتكاب أخطاء يمكن وصفها ب"الفادحة" في التربية.
جهل الأولياء بالفروق بين الجنسين يسيء إلى تربيتهم
ما يجب أن تعرفه الأمهات تحديدا، أن تركيبة كلا الجنسين مختلفة، فنجد بأن تركيبة الجهاز العصبي والنفسي عند الإناث تختلف عن تلك الموجودة عند الذكور، فنجد في التركيبة العصبية والنفسية للإناث، بأنها تملك مساحة كبيرة للتواصل، ولديها قابلية كبيرة لأن تكون اجتماعية، وأكثر من هذا، قدرة استيعابها كبيرة، ولعل هذا ما يجعلها تنطق في مراحل نموها الأولى مبكرا قبل الذكور. أما بالنسبة لفئة الذكور، فإن الأمر مختلف، حيث نجد بأن لديه في جهازه العصبي مساحة صغيرة للتواصل ومساحة كبيرة للحركة، بالتالي هذه الحركة تجعله لا يتواصل كثيرا، إنما يهتم بكل ما له علاقة بالحركة، كل هذه التفصيلات الجوهرية التي يجهلها الأولياء في تركيبة كلا الجنسين، تدفعهم إلى ارتكاب أخطاء في عملية التربية، وتردف المختصة: "الإبقاء على الذكور في المنازل يحد من مساحة الحركة، بالتالي يؤثر على سلوكهم، وما يعقد الأمور أكثر، أن الأم تحاول أن تقلل من مساحة الحركة الموجودة لديه وتوسع من مساحة التواصل، ما يعني أنها تحدث في تركيبته وتؤسس في التربية الأنثى وليس الذكر.
حرمان الذكور من الخروج يهدد بإنشاء جيل مشوه
قالت الأخصائية النفسانية: "تبين لي من خلال ما أستقبله أثناء الجلسات النفسية، بأن الأمهات أصبحن يرتكبن أخطاء فادحة في تربية الذكور، إذ تستدعي تدخل الأب في تربية الذكر، لأنهما ينتميان إلى نفس التركيبة، مشيرة إلى أن الطريقة المعتمدة في تربية الذكور تفشت بشكل ملفت للانتباه، خاصة مع خروج المرأة للعمل، حيث زادت مخاوفها على أبنائها، وتفضل بقاءهم في المنزل لتطمئن أكثر عليهم، الأمر الذي يتهدد، حسب المتحدثة، بإنشاء جيل مشوه، ولعل هذا ما يفسر وجود ما يسمى بالجنسية المثلية، التي هي عبارة عن اضطراب في الهوية، بسبب التربية الخاطئة التي يغذيها خوف الأولياء على أبنائهم، فيجعلون من الذكور نسخة على الإناث.
المطلوب، حسب المختصة النفسية، لتدارك الأخطاء الفادحة في تربية الذكور والإناث، تكون بتعلم الطرق الصحيحة في تربية كل من الجنسين، من خلال احترام الفروق الموجودة بينهما، وتردف أن "تربية الذكور ينبغي أن تتم عن بعد، فمثلا إذا خرج الذكر إلى الشارع، لابد أن يتم توجيهه ومراقبته عن بعد، على خلاف ما يحدث مع الفتاة التي يتطلب أن تكون دائما تربيتها عن قرب، أي في المنزل، لافتة إلى أن الذكور إذا لم يتم السماح لهم بالخروج خلال العشر سنوات الأولى من عمرهم، سيخرجون عندما يكون عمرهم 17 سنة، بالتالي فإن أول خطأ يمكن أن يقع فيه، يكون ذلك الخطأ الذي يقع فيه طفل العاشرة من عمره، بالتالي لابد من السماح لهم بالخروج إلى الشارع والاحتكاك بالمجتمع وارتكاب الأخطاء، حتى يتعلموا منها وتبنى شخصيتهم الرجولية، موضحة بالمناسبة، أن المقصود بترك الذكور يخرجون إلى الشارع، ليس تركهم طيلة اليوم دون مراقبة، إنما على الأقل لمدة ساعة، حتى تكون له فرصة الاحتكاك والتعرف على العالم الخارجي، بالتالي يلبي رغبته الكبيرة في الحركة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)