الجزائر - A la une

أخضر كعيني قادم من وراء البحر



أخضر كعيني قادم من وراء البحر
منذ أن كشف "الربيع العربي" عن وجهه الحقيقي الذي كان يختفي وراء "الفايس بوك"، أصبح رؤساء بعض الأحزاب الجزائرية بما فيهم أولئك الذين كانوا يخفون أوجههم بمنديل الديمقراطية يعتقدون أن الجزائز، كغيرها من بلاد العرب، يتوجب عليها أن تلبس "حجابا أخضر". صمّ، عمي، بكم يمضون اليوم دون التكفير في مستقبل بلد المليون ونصف المليون شهيد، ودون إعطاء أي اعتبار لأبناء وبنات هذا البلد الذي يطمحون إلى التقدم والقبض على وسائل التكنولوجيا والعلم قصد اللحاق بركب تلك الدول المصنعة التي تعيش بفضل عقول أبنائنا وليس بفضل "مخزون بترولها وغازها".
لقد دخل الإسلام أرض الجزائر في القرن السابع الميلادي، وما إن انتصف القرن الثامن حتى كانت غالبية هذا الشعب تؤمن بدين آخر الأنبياء، محمد (صلعم). حتى الإستعمار الفرنسي الإستيطاني لم يستطع رغم سياسته الإبادية والإستئصالية أن يبعد الشعب الجزائري عن دينه وتقاليده المتوارثة أبا عن جد.
أي شيء تغير اليوم في المجتمع الجزائري حتى يتهمه أميو الأحزاب الضفدعية بالكفر والخروج عن الدين، ويصرخون كذئاب الغابات الخضراء أن اللباس الوحيد الذي يجب أن يلبسه الجزائريون هو"الأخضر"؟ متى كان للإسلام لون وحيد هو الأخضر؟. بدعة ما وراءها بدعة أن يتناسى دعاة "الأخضر" أن أول أمر أعطاه الله للنبي محمد (صلعم) هو "إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق". ما لون القراءة؟ هل للعلق لون واحد؟ وهل هو أخضر؟. "إقرأ" هو أمر بالعلم، والعلم متعدد الجوانب والإختراعات والأهداف، كما نراه اليوم في جميع الميادين وبين أيدي كل الشعوب والأعراق، بما فيها شعوب البلدان المسلمة التي تقدمت كتركيا وماليزيا وأندونسيا وغيرها.
"العلق" متعدد الألوان، لعل أقلها كما يعرف أطفال اليوم من شاشات التلفزيون والكومبيوتر هو اللون "الأخضر"!. وحسب علماء الأجنة، فإن ألوان الجنين تتغير بسرعة "متعددة المراحل" وأن ألوانه تعد بالمئات خلال تغييره ونموه! بدعة ما بعدها بدعة أن ينسى "دعاة الأخضر" ألوان الإسلام المتعددة، ألوان العلم المتعددة وألوان.. العلم الجزائري المتعددة. أليس في علمنا أخضر وأبيض وأحمر؟ أم أن دعاة البدعة الجديدة يريدون العودة إلى أيام "الحزب الواحد واللون الواحد"؟؟ نفاق ما بعده نفاق وتضليل ما بعده تضليل أن نخدع شعبا مسلما كالشعب الجزائري الذي قهر الإستعمار الفرنسي الغاشم، منذ خمسين سنة خلت، كما قهر الطغاة والغلاة لإسترجاع حرياته المسلوبة.
إن دعاة اللون الأخضر الوحيد لهم أهداف أخرى غير أهداف الإسلام السمحاء، (اختلافكم نعمة) ولهم مرابط غير مرابط الجزائر وجبالها، أما المظلات التي يحتمون بها فإنها قد أصبحت اليوم مظلات لا تخفى على الصغير والكبير: إنهم يريدون أن يرجعوا الشعب الجزائري إلى مرحلة.. قابلية الشعوب للإستعمار، حسب نظرية مفكرنا مالك بن نبي.
إن اللون الأخضر ليس لون الإسلام وحده فقط "كانت عيون المظليين الفرنسيين خضراء وقحة وكانت ملابسهم خضراء فاجرة".. هذا ما قاله الكاتب الشهيد رضا حوحو، قبل أن يغيب أولئك المظليون جسده الهش في فجاج وادي الرمال بقسنطينة. عيون الغزاة المقبلين لا تقل اخضرارا عن قاتلي رضا حوحو والشهداء الجزائريين الأبرار.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)