الجزائر

أحياء جديدة بلا ملاح واستهتار بانشغالات السكان



رغم أنه لايزال ورشة مفتوحة على البناء والأشغال العمومية لمختلف المشاريع السكنية المتواجدة قيد الانجاز ورغم تواصل عمليات الترحيل التي مست مئات العائلات إلى سكنات اجتماعية في إطار القضاء على البناء الهش واستفادة المسجلين ضمن الصيغ الأخرى من شقق منذ أزيد من 5سنوات إلا أن الظروف المعيشية بالقطب العمراني الجديد ببلقايد لم تتغير ولم تتحسن ولم تتحضر رغم مرور كل هذه المدة على تشييد هذا المجمع السكني الكبير شرق المدينة ولم ترق الخدمات والمرافق التي تعد ضرورية إلى مستوى تطلعات المواطنين الذين لم يتخلصوا من نفس مشاكل أحياءهم القديمة فقد وفرت للسكان العمارات وغابت عنها التهيئة والمرافق الخدماتية والإدارية وبدأت هذه المنطقة الحديثة تفقد صورتها بشكل سريع وأصبحت تظهر شاحبة وكأنها مضت عليها أعدة أعوام على اسكانها وقد لاحظنا في جولة استطلاعية بحي 5500سكن اجتماعي العيوب المترتبة عن العمليات السطحية المتبعة في تهيئة وتعبيد الطرقات والتي تتسبب في تشققها في فترة زمنية قصيرة مباشرة بعد عمليات التزفيت ما أدى إلى وقوع الكثير من المشاكل كثقل حركة المرور والراجلين على حد سواء وتصدعات وتشققات عبر العديد من المحاور وحفر منتشرة في كل مكان، حيث نجد معظم الطرق لا تخلو من العيوب والتصدعات ما يضطر أصحاب المركبات الى تجنبها متسبّبين بذلك في عرقلة حركة المرور دون الحديث عن المنظر المزعج بسبب هذه الاهتراءات في حين نجد أخرى غير معبدة تماما وهو ما يجسده المنظر العام لحي 5100 اجتماعي الذي اختفت ارصفته وتلاشت مساحاته الخضراء و تضررت طرقاته بفعل التقلبات الجوية حيث يشتكي السكان من غياب قنوات الصرف الصحي وانسداد البالوعات التي تغرق العمارات في الأوحال والسيول خلال موسم الامطار حيث يتكرر نفس السيناريو مع حلول الشتاء إلى درجة أن بعض العمارات تأثرت بشكل كبير بفعل الرطوبة العالية التي تظهر بشكل واضح في جدران الطوابق السفلية نتيجة اخضرارها وتعفنهاوقد اوعز السكان سبب تعرض سكناتهم للرطوبة العالية إلى تراكم مياه الصرف لعدة شهور بالأقبية وانتشار الروائح الكريهة والتي تسببت في معاناة السكان من الأمراض الجلدية و التنفسية والحساسية ولا تتوقف مشقة القاطنين في هذه المنطقة عند هذا الحد فلازالت الخدمات شبه غائبة وان توفرت فلا تلبي احتياجاتهم اليومية للمواد الغذائية من خبز وحليب بسبب عدم استغلال جميع المحلات التي لاتزال معظمها مغلقة وهو ما يجعلهم مضطرين للتنقل إلى مناطق المجاورة لاقتناء متطلباتهم وحتى سوق نظامي لبيع الخضر والفواكه غير متوفر بالمنطقة باستثناء بعض الباعة الفوضويين الذي يعرضون سلعهم داخل المركبات وعلى الأرصفة حيث تتضاعف مشقة العائلات مع حلول شهر الصيام أين تضطر العائلات للتنقل إلى المناطق المجاورة كسوق الكرمة والمساحات التجارية المتواجدة بحي كناستيل لسد احتياجاتهم التي تتزايد في هذا الشهر الفضل
أما الحديث عن متاعب النقل شائك وذو شجون حيث ورغم توفر العديد من خطوط النقل الحضري على غرار خطي اس وبي1 و 54و53 التي ينتهي مسارها إلى غاية المحطة النهائية بالقرب من الجامعة آو في قلب المجمع السكني 5100 سكن بالنسبة لخطوط 53 و54 وجي1وجي 2 الذين يربطان القطب العمراني بمحطة الباهية البرية لنقل المسافرين إلا أن هذه الخطوط لم تشفع في تحسين مستوى خدمة النقل بسبب الفوضى وعدم احترام مواعيد العمل وتكييفها مع احتياجات المواطنين لاسيما التجار والموظفين مادام حسبهم أن معظم الناقلين لا يباشرون عملهم في الصباح الباكر حيث يستحيل العثور على حافلة في حدود الساعة السادسة ونصف صباحا ما يجبر الكثير من المواطنين إلى الاستنجاد بسيارات الأجرة وأحيانا بالكلوندستان للتوجه إلى الأماكن المقصودة
ونفس المشكل يتكرر ليلا مع الناقلين الذين ينهون عملهم بعد الغروب في الوقت الذي يواجه فيه القاطنون بالحي هاجس الظلام بسبب ضعف الإنارة العمومية وغيابها في عدة نقاط وفي الشأن التربوي لا تزال أزمة الاكتظاظ بالمدارس تشكل عائقا أمام مستقبل التلاميذ لا سيما بحي 5100 الذي لا يتوفر على مدرسة ابتدائية باستثناء متوسطة وثانوية حيث يدرس تلاميذ الحي بالابتداىية الوحيدة المتواجدة بالدوار والتي تعاني من اهتراء الأقسام وتدهورها ولعل من بين أهم المسائل الأخرى التي تؤرق حياتهم اليومية في هذا المجمع السكني غياب فضاءات اللعب و للترفيه للأطفال باستثناء ملعب جواري يتوسط الحي والذي يشهد ضغطا رهيبا ومحتكرا من طرف الكبار


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)