الجزائر

أحياء الوسط الحضري بمدينة باتنة تغرق في متاعب التهيئة واقع كارثي سببه عجز المسؤولين والمنتخبين المحليين



أحياء الوسط الحضري بمدينة باتنة تغرق في متاعب التهيئة                                    واقع كارثي سببه عجز المسؤولين والمنتخبين المحليين
لا يزال سكان عدة أحياء بوسط مدينة باتنة، يعانون العديد من المشاكل لاسيما في مجال السكن والمياه الصالحة للشرب والعمل وتدهور شبكة الطرقات والنقل والصحة، وهي انشغالات تبقى في اهتمام السكان، وملفات تنتظر المجلس المنتخب لدراستها ومعالجة نقائصها، إلا أن عجز البلدية على احتواء الوضع يبقى عائقا للتكفل بهذه الانشغالات...
لم يجد سكان حي “زموري” ببارك فراج بولاية باتنة، حلا لمعضلتهم سوى تجديد ورفع مطالبهم التي لطالما تكررت مرارا للمسؤولين المحليين، حيث طالب هؤلاء المواطنون السلطات المحلية بالتكفل بإنشغالاتهم ومشاكلهم التي وصفوها بالكارثية، من بين الإنشغالات التي أكد عليها المواطنون خاصة منها قنوات الصرف الصحي وإهتراء الطرقات ناهيك عن الأوساخ التي تغزو معظم الحي. حيث أبدى بعض سكان الحي تذمرهم إزاء الوضعية المزرية التي يعيشون فيها بسبب عدة نقائص في حيهم عقّدت من يومياتهم، على غرار غياب قنوات الصرف الصحي، وتسرب المياه القذرة إلى السطح وما ينجم عنها من انتشار رهيب للروائح الكريهة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة والجرذان التي وجدت المناخ المناسب لتكاثرها، إضافة إلى أسراب الباعوض والذباب التي تغزو المكان خصوصا في هذه الفترات الحارة، هذا مما أدى إلى تفاقم وضع الحي بسبب الحالة الذي آلت إليها شبكة القنوات. حيث يشتكي السكان من غياب مظاهر التنمية بمحيطهم السكني، والمتمثلة في غياب قنوات الصرف الصحي عن بعض مساكنهم مما أصبح الهاجس الأكبر للسكان. كما قال السكان إنهم باتوا يعيشون تحت الخوف الدائم من ظهور أوبئة تهدد سلامتهم الصحية بسبب الانتشار الفادح لمياه الصرف القذرة بالمكان. من جهة تشكل الطرقات الرابطة بين الأحياء في حي “زموري” أحد النقاط السوداء التي باتت تهدد حياة السكان هناك، فعلى طول عشرات المترات من الطرق المهترئة يتجرع سكان هذا الحي، مرارة الحياة إلى جانب الأوضاع الاجتماعية المزرية فيها أيضا، سكان الحي الذي لا يمكنهم الاستغناء عن التنقل إلى الاحياء الاخرى في ظل الغياب الكلي لمظاهر الشبه الحضري يخضعون لمأساة حقيقية. حيث عبروا عن سخطهم جراء الوضعية الكارثية التي يعيشون فيها، وطالبوا الرجل الأول بالولاية إلى ضرورة النظر إلى حالهم وإخراجهم من طي النسيان . وذكّر المشتكون الجهات الوصية أنّ الوضعية المزرية التي يكابدونها داخل حيهم فاقت السنين، مستنكرين إقصاء حيهم من مشروع إعادة التهيئة الحضرية، كما أورد هؤلاء أنّ معظم الشكاوى المتكررة لم تحرك الجهات المعنية ساكنا، خاصة فيما تعلّق بإعادة تعبيد الطرقات التي اهترأت عن آخرها حيث تتحوّل مع كل موسم لتساقط الامطار إلى برك ومستنقعات مائية يصعب اجتيازها وتتحاشى المركبات المرور بها. وفي هذا الصدد أين يعاني هؤلاء المواطنين من جملة المشاكل التي نغصت من حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي، خاصة فيما يخص الطرقات، إذ تتواجد في وضعية كارثية حتى بدون تساقط الأمطار، ناهيك عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى الحي خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها. وكذا مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن الأخرى والتي تتمثل أساسا في تدهور قنوات الصرف الصحي، وهو ما أدى بالسكان إلى المطالبة من السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل إنهاء معاناة دامت السنين. و بالرغم من عدة شكاوى رفعوها للسلطات إلا أن الوعود تبقى وعودا إلى حين. “دوار الديس” هو الآخر من بين الأماكن الحضرية المتواجدة وسط مدينة باتنة، والتي تعتبر أكثرها تضررا نظرا لاهتراء الطرق وعدم صلاحية قنوات الصرف الصحي، حيث يواجه هناك السكان تخوفات كبيرة نتيجة إهتراء قنوات الصرف الصحي في عدة أحياء متواجدة فيه، والتي يؤكد بعض سكانها “أننا نعيش هاجسا وخوفا من اختلاط المياه الصالحة للشرب بقنوات الصرف الصحي التي تكاد تخرج على الهواء الطلق، مما يشكل أخطارا على أبنائهم وكذا عليهم. ناهيك عن الروائح التي تنتجها هذه القنوات، كذلك يعاني دوار الديس من الأوساخ التي جعلت من الأحياء ديكورا يتباهى به المسؤول، وحسب رئيس جمعية الحق في الحياة السيد منصوري طارق فإنه أكد ل”السلام” أننا اشتكينا العديد من المرات وتلقينا وعودا من طرف المسؤولين لحل هذه الإشكالات، لكن لحد الساعة لم يكن هناك أي إجراء أو تطبيق على أرض الواقع، خاصة وأن بعض الأحياء التي تحولت إلى ملتقى لأصحاب الخمور والقمار خاصة منها المتواجدة فيها حافلة تعرضت للحرق من قبل، والتي أصبحت وجهة لتعاطي المخدرات وبيع الخمور. وعليه يطالب هؤلاء المسؤولين المحليين بمن فيهم المسؤول الأول عن الولاية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة دام أمدها. هذا في وقت يعيش فيه آخرون حالة من اللاأمن في بيوتهم وأحيائهم التي باتت خطيرة عليهم وعلى فلذات أكبادهم، حيث أعرب سكان حي الزهور، عن حيرتهم الكبيرة وكذا تخوفهم من عدد السرقات التي مست عددا كبيرا من المنازل بالحي من طرف مجهولين وعصابات متخصصة في السطو على البيوت، حيث تغتنم الهدوء الذي يتميز به الحي، خصوصا في الصباح، للقيام بعملياتهم والاستيلاء على كل ما هو متاح. وأكد البعض من سكان الحي، في حديثهم ل”السلام”، أن حيهم لم يعد في أمان بسبب تكرار عمليات السطو والسرقة على البيوت من حين لآخر، من جهة أخرى، أرجع سكان الحي سبب هذه السرقات إلى اغتنام السارقين لوضعية الحي الذي يتميز بالهدوء الكبير، خصوصا في الفترة الصباحية التي حدثت بها عمليات السطو بسبب غياب السكان عن الحي لارتباطاتهم المهنية. كما أن هذا الحي يعتبر من أرقى الأحياء بالولاية ويقطنه إطارات من مختلف الهيئات وأطباء و محامون وغيرهم، مما يجعله هدفا حقيقيا للسرقة.
حي شيخي بدون ماء والسكان يناشدون السلطات في باتنة
حيث يعيش سكان حي شيخي بعاصمة ولاية باتنة ظروفا قاسية منذ أن تم تهديم البيوت الهشة بالحي المحاذي والمسمى لاكومين، في عطش أنهكهم، حيث لا يزال السكان هناك يعانون جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها منذ مدة طويلة، نتيجة للمعاناة التي يتكبدونها يوميا جراء نقص التهيئة، خاصة منها مشكلة المياه، حيث سجل صياما عن الحنفيات منذ مدة حسبهم. وأكد السكان أن معاناتهم متواصلة نتيجة الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب لمدة تفوق الشهر. مما يشكل عبئا على كاهلهم الذين يضطرون للجوء إلى المساجد التي تبعد عنهم هي الأخرى من أجل الحصول على شيء يسد حاجياتهم اليومية، في وقت يشكل أيضا خطرا على صحة الأطفال باعتبارها الفئة التي تجلب الماء من مسافات بعيدة، وبأحجام كبيرة لا تطيقها أجسامهم النحيفة، إضافة إلى ذلك أنهم يقضون أوقاتا طويلة في هذه العملية دون الاستفادة من العطلة، ناهيك عن مدى صلاحية هذه المياه للاستهلاك. وأكد سكان الحي أنه قد تم إخطارهم من قبل السلطات المعنية بعد انقطاع الماء لمدة طويلة في الوقت الذي كان يفترض أن يكون قبل ذلك، ليتم أخذ الحيطة تحسبا لهذه العرقلة التي تتعلق بأهم عنصر في الحياة، والذي تترتب على عدم وجوده صعوبة العيش بل واستحالتها خاصة في ظل الارتفاع المستمر في درجات الحرارة في فصل الصيف. وأفاد أحد الشاكين بأن سبب الانقطاع لا يزال مجهولا لدى السكان، ولكن ما يشاع في الأوساط السكانية هو تعرض قنوات الماء الشروب للتخريب، وذلك بعد تهديم البيوت الهشة بحي لاكومين المحاذي لهذا الحي. وفي انتظار أن يحل مشكل الماء لا يزال سكان حي شيخي، مستائين من الوضع ولا زالت شكواهم قائمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)