المغراوي التلمساني الإمام العالم الفاضل الوالي الصالح الصوفي الزاهد العلامة المحقق المتفنن القدوة المنصف الناسك العابد.
أخذ عن إمام المغرب أبي عثمان سعيد العقباني و عن السيد العارف المفسر أبي يحي الشريف، وغيرهما.
له تآليف منها "تفسير الفاتحة" في غاية الحسن كثير الفوائد، و "شرح التلمسانية" في الفرائض و له فتاوى عدة في أنواع العلوم أثبت منها في "المازونية" و "المعيار" جملة توفي سنة 845.
و أخذ عنه جماعة كالشيخ العالم يحي بن يدير و العالم المنصف أبي زكرياء يحي المازوني، و الحافظ التنسي، و ابن زكري و الشيخ العالم أبي الحسن القلصادي و ذكره في "رحلته" فقال شيخنا و بركتنا الفقيه الإمام المصنف المدرس المؤلف، أعلم أن الناس في وقته بالتفسير، و أفصحم فاق نظراءه و أقرانه في "دلائل السبل و المسالك" إلى سبق في الحديث و الأصول و المنطق وقدم راسخه في التصوف مع الذوق السليم و الفهم المستقيم يضرب به المثل في الزهد و العبادة و عند كلامه يقف الفتى في الأذكار و الإرادة مقبل على الآخرة معرض عن الدنيا عار عن زخرفها إلا ما يتخذه من ثوب حسن أو هيأة فيها الجمال أكرمه المولى بقراءة القرآن و شرفه بملازمة قراءة العلم و التصنيف و التدريس و التأليف له نسب اشهر من الشمس في السماء و حسب كاتساق عقد النجوم في نحر الظلماء و خلق أندى من الزهر و اسوغ من الماء و نزاهة الهمة العالية و المشاركة المباركة للخاصة و العامة، من هذه الأمة مع إيثار الخلوة و إجابة الدعوة و لما رأيت نجاح دعواته و صلاح الحالي بالتماس بركاته لازمته و ترددت إليه فكنت أجد في مجالسته فوائد تنسي الأوطان و أرد من بحر فيضه ما يحي الظمآن، و سرت إلى خدمته مسرعا فيصرني كبعض أولاده، , أنزلني منزلة أصدقائه فقرأت عليه "صحيح البخاري" كله، و من أول "صحيح مسلم" إلى أثناء الوصايا.
و من تآليفه "مقدمة في التفسير" و "التفسير الفاتحة" و "التذليل عليه في ختم التفسير" و "منتهى التوضيح في عمل الفرائض من الواحد الصحيح" غير مرة و "شرح التلخيص" لوالده و "حكم ابن عطاء الله" و شرحها" لإبن عباد و "لطائف المنن" و تأليف أبي يحي "الشريف على المغفرة و الأحياء" و "مختصره" للبلالي و أقضية مختصر خليل" لآخره و "ابن الحاجب الفرعي" و "بعض الأصلي".
و لازمته مع الجماعة في المدرسة اليعقوبية للتفسير و الحديث و الفقه شتاء، و الأصول العربية و البيان و الحساب و الفرائض و الهندسة صيفا، و في الخميس و الجمعة للتصوف، وتصحيح تأليفه و أوقاته معمورة و أفعاله مرضية و سجاياه محمودة لولا عجائب صنعة تعالى ما ثبتت تلك الفضائل في لحم و عصب، و لا أعلم منه أنه كان يأمر بفعل و يخالفه اقتداء بالسلف الصالح أنشدنا لبعضهم:
رأيت الإنقبـاض أجل شيء
و أدعى في الأمور إلى السلامة
فهذا الخلق سـالمهم ودعهم
فخلطهم تقود إلى النـدامة
و لا تعنى بشيء غيـر شيء
يقود إلى خلاصك في القيامة
و أنشدني لبعضهم و كان يستحسنه:
أنست بوحدتي و لزمت بيتي
فـدام الأنس لي و نمى السرور
و أدبني زماني فمـا أبالـي
هجـرت فـلا أزار و لا أزور
و لست بسائل ما دمت حيا
أسـار الجند أم ركب الأميـر
و أنشدني يوم جمعة:
تمتع من شميـم عرار نجـد
فـما بعـد العشيـة من عرار
فلم يشهد بعدها جمعة أخرى و آخر ما قرأ عليه كتاب "لطائف المنن" و يشير إلينا بأحوال تدل على موته و كان يتأهب لذلك.
و توفي يوم الخميس وقت العصر رابع عشر ربيع الأول عام 875 في الوباء و صلي عليه بعد الجمعة و شهد جنازته العام و الخاص و اسف الناس على فقده و عمره نحو 63 سنة اهـ ملخصا و مولده على هذا في حدود 788 و الله أعلم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف