أحمد بن محمد بن عثمان بن يعقوب بن سعيد البيدري الورنيدي عرف بابن الحاج.
أخذ عن سيدي أحمد بن محمد بن زكري التلمساني الأصول و المنطق و المعاني و البيان و العربية و الحساب و كان شاعرا ماهرا و معاصرا للإمام محمد بن غازي و كل منهما يلغز لصاحبه بالمسائل نظما و يجيبه نظما فمما بعث به إليه ابن غازي قوله:
و ميـت قبر طعمه عند رأسه
إذ ذاق مـن ذاك الطعام تكـلما
يقـوم فيمشي صامتا متكلما
و يـأوي إلى القبر الذي منه قوما
فـلا هو حي يستحق زيارة
و لا هـو ميت يـستحق ترحما
فأجابه سيدي أحمد بن الحاج:
بحمد الإله أبـتدى ثم بـعـده
أصلي عل خير الأنـام مسلما
هـو القلم القبر الدواة و طعمه
مـداد كـلامه الكتابة فافهما
و كـاتب هـذا أحمد بن محمد
عفا الله عنه كل ما كان أجرما
و تحرج عليه جماعة كسيدي الحاج بن سعيد و لد أخته و سيدي محمد ابن جلال المديوني أخذ عنه القراءات السبع و العربية و التصوف و سيدي عبد الرحمن اليعقوبي و شرح "سينية ابن باديس" و شرح "البردة" و لم يكمله فقيل له: في ذلك فقال: انتقلت من رتبة إلى رتبة أعلى منها جمع فيه بين شرح الحفيد ابن المرزوق و شرح العقباني و شرح سيدي علي بن ثابت رضي الله عن الجميع و زاد فيه معنى و إعراب رضي الله عنه و أرضاه عنا و كان يخدم نفسه بنفسه و المعاصرون له يسمونه سيدي أحمد الجبلي لأنه من جبل بني ورنيد.
توفي في حدود سنة 930 و دفن في روضة فيها أبوه سيدي الحاج في بلد بني إسماعيل من جبل بيدر و له يطلب الإجازة من سيدي أحمد بن زكري:
إجـازة تـعمه و نـسلـه
حـوية معنى الذي سيقـت له
تـقضي لـه بالمجد و الـتعزز
و تبسـط البذل بوعـد منجز
و تـقتضي رضي بغير سخط
تغنيه عن نـوال كــل معط
مـطلقة في الفقه و النحو و ما
سـواهما و الـقيد لن يلتزمـا
لأنهـا كـل الـعلوم شمـلت
إن تـك ممـا قيدت به حلت
و لا تخـصص نوع ما قد يحسن
لأن قـصـد الجنس فيـه بين
و مـا يكون منه منقوصا ففي
صحبته إيـاك ما بـه يـفي
و انقل بها للـثاني حكم الأول
مما روى عن الشــيخ الأول
حـتى يـرى إذا بهـا ينفصل
كـحالـة إذا بهذا يتـصـل
عـجل بهـا فـإنني بها كلف
و أولهـا مـا كان قبل قد ألف
و مـا يرى من نسله قد تبعه
كالأول أجعله بلا مـنـازعـة
و مـا يـكون للذي قد سبقا
للثاني و الـثالـث أيضا حققا
جواز إذا عـن المشايخ اتضـح
فـيما أبيح أفعل ودع ما لم يبح
و قد مضى بالشرط ذكر ما اتفق
و الـغرض الآن بيان ما سـبق
و الله ثـم الله فـي الإمـضاء
و لو توالت زمر الأعـــداء
و رغـبة في الخـير خير و عمل
بر يزين من يـثـق بـه اشتمل
فـأنـت إذا بـلـغتني السبيلا
مستوجب ثـنـائـي الجميلا
و الله يـقضـي بهـبات وافرة
لي و لكم في هذه و الآخــرة
و مـا يجمـعه عنيت قد كمل
فالحمد الله الـذي أعطى الأمل
يـا مـن ينادي طالبا لن يقصدا
ما للـنـد يصلح نحـو أحمـد
اـقصـد أبا العباس بين العرف
فذاك ذو تصرف فـي العــرف
و سـيدي يـدني القصي إن دنا
و رجل من الـكرام عنـدنــا
و لبـس ثـوب للمعالي و الهدى
و لا يلي إلا إختـيار أبـــدا
و تـابـع الهـدى الـنبي المقدسا
فهو به في كل حــكم ذو ائتسا
مـا إن ترى عيناك من كتب الملا
ما ليس معناه له محــصـــلا
حـبر الـعـلوم في لـيال تذكر
و ذاك فـي ظرف الزمان يكثـر
و هـو لـكـل مـعضل شريف
مبـدي تأول بلا تكـلـيـف
و حـائـد عـن الـقياس كلما
وجـد ذاك ثابتـا مسـلــما
و صـادع أربـي عـلى الأكابر
ثبوت قصـر بقـيـاس ظـاهر
أقـسـم بـالله الـذي هدى لذا
لقد سما على العدا مستحــوذا
و مـا لـنـا غــيره نرجو أبدا
فما لنا إلا إتباع أحمـــــدا
و مـا سـواه نـاقص و النقص في
متبعيهم ظاهر غير خفــــي
فـلا تـقـس حـبرا به و لو نفد
و عن سبيل القصد من قاس انـتبذ
و زكـه تـزكـيـة و أجمــلا
في وصفه إجمال ما قد فـــصلا
يـا مـن عـلى السـوري لـه أتي
زيد منير و جهة نعــــم الفتى
كـل إمتـنان من لدنك قد حصل
من صلة أو غيرها نلت الأمـــل
فـرج دعـاء مـستغـيث و جل
مروع القلب قلــيـل الحـيـل
وجـــــوزنه مطلقا في كل ما
يجيز فـــيه مـن لذاك كلـما
أحـضى مـن الـكـفاية الخلاصة
كما اقـتضــى عنى بلا خصاصة
ثـم الـصـلاة و الـسلام قل على
محمد خـير نـبيء أرســــلا
و آلـــــــه و التابعين إثره
و صحـــــبه المنتخبين الخيره
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف