دخلت كرة القدم إلى مدينة مستغانم مع مطلع القرن العشرين ، حيث كانت أربع فرق تمارسها اثنان منها أوربيتين وفريقين مسلمين. بخصوص الفرق الأوربية نذكر آمال الفريق الرياضي المستغانمي S.C.M I. الذي تأسس سنة 1916 وكان يتشكل من اللاعبين إسبوزيتو ، الحراس عبادي ، فينيو ، آرماند ، أفوستين ، برولت ، دياز ، إسينجر ، هري ، مارتيناز ، بيراز ،بيزيو ، سنشاز ، سيموني ، ستمبولي والجزائري كيبي الذي كان يتألق مع الإخوة أوليفيي. الفريق الأوربي الثاني كان ينشط ضمن نادي الشباب الرياضي لحي سان شارل أو J.S.S.C ، وبعدما انتشرت هذه الرياضة الدخيلة على تقاليد وأعراف المجتمع الجزائري وبلوغ صداها كل الأحياء بدأ الشباب يطمح في أن يكون له فريق مسلم يتبارى مع الفرق الأوربية ، نزولا عند رغبة الأهالي تم تأسيس أول فريق مسلم وكان يدعى بالفريق الرياضي المستغانمي C.S.M الذي ظهر إلى النور ما بين 1927/1928 على يد بن يخو بشير وهي أول شخصية كان لها شرف تأسيس النادي. بعد هذا التاريخ ظهر فريقان لا زال ينشطان إلى اليوم في البطولة الوطنية وهما الترجي المستغانمي ESM والوداد المستغانمي WAM ، حيث تم تأسيس الأول سنة 1940 من قبل لعرج برياطي ، بولنوار ، بن صابر ، مادوني والحاج «باريزيان» بمساعدة أعيان المدينة ، يتقدمهم الطبيب بن تامي. وللعلم لم تسمح الإدارة الاستعمارية لفريق الترجي بالإرتقاء إلى المستويات العليا حتى لا يكون له شأنا في البطولة التي تنظمها الإدارة الإستعمارية وحتى لا يستعمل هذا النادي العربي لأغراض سياسية ووطنية من جهة أخرى. غداة الاستقلال شارك الترجي بألوانه الخضراء والبيضاء في أول دورة جهوية للغرب الجزائري وكان ضمن المجموعة VII إلى جانب فريق المحمدية P.S.G وهلال سيقC.C.SIG ووداد مستغانم W.A.M ، الرام R.A.M و الكام C.A.M . عند استرجاع الجزائر سيادتها بدأ الترجي في البطولة الشرفية وكان يسيره عبد الرحمان إبرير الذي انتدبته وزارة الشبيبة والرياضة (عبد الرحمان إبرير الحارس السابق ومساعد مدرب الفريق الوطني لجبهة التحرير الوطني ). عرف الترجي معه أول انتصاراته ضمن القسم الشرفي ونظرا لتألقه في البطولة تمكن من الصعود سنة 1964 إلى المستوى الأعلى ، وهكذا شارك ضمن القسم الوطني الأول وكان يجمع آنذاك مواهب شابة ، نذكر من بينها مزيان ، بن محمد ، سوداني ، غازالي ، بن عامر ، عصمان ، ولد موسى إلى جانب اللاعبين الدوليين الذين لعبوا للفريق الوطني خلال السنوات الأولى للاستقلال ، وهما ولد الباي رحمه الله وزيدان . بعد فترة قصيرة من الزمن التحق المايسترو المجاهد ماعوش محمد بالخضرة والبيضاء . هذه الشخصية البارزة في الكرة الجزائرية اختارت التخلي عن مستقبل واعد مع فريق ملعب رامس الفرنسي رفقة عدد من اللاعبين الذين كان لهم وزن ثقيل في الكرة الفرنسية على غرار كوبا ، بيانطوني ، فانسون ، فونتان ... للإنضمام إلى جبهة التحرير الوطني. وبفضل تواجد ماعوش ضمن الفريق المستغانمي حقق هذا الأخير ولسنتين 63/65 إنجازات هامة ، حيث عرف معنى التألق والنجاح إلى غاية وصوله إلى المباراة النهائية الأولى لكأس الجمهورية الجزائرية ، حيث لعب المباراة الأولى أمام الوفاق السطايفي والتي انتهت بالتعادل ليجري مباراة ثانية يفوز فيها الوفاق على الترجي بهدفين مقابل لا شيء .لم تتوقف نكسات الترجي عند هذا الحد وإنما ضاع منها وللمرة الثانية على التوالي كأس الجمهورية بعدما لعبت المقابلة النهائية الثانية سنة 1965 أمام مولودية سعيدة التي كان يلعب لها كل من عمارة وكروم ، حيث انتهت النتيجة بهدفين لصالح سعيدة مقابل هدف واحد للترجي (للعلم الأهداف الثلاثة سجلها لاعبو الترجي) . مرة أخرى لم تتوقف إخفاقات الترجي عند هذا وإنما فقدت مكانتها في البطولة ، حيث سقطت إلى القسم الشرفي في سنة 1966 . ومع مجيء المدرب اليوغسلافي غابرينوفتش عاش أبناء فريق سيدي سعيد مراحل يحذوها تارة الأمل في تحسين أوضاع التشكيلة وتارة أخرى الحسرة لما بلغه من انحطاط ليدخل مرحلة النزول إلى مستويات أحط مما كان عليه أي إلى بطولة القسم الجهوي. ولم يرجع إلى القسم الوطني الثاني إلا بشق الأنفس وكان ذلك في سنة 1997 ، أين التحق بالفريق المستغانمي الثاني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بن عاشور
المصدر : www.eldjoumhouria.dz