في هذا الحوار يعود الروائي المصري محمود الغيطاني إلى خلافه مع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بسبب مقالاته النقدية حول كتابات أحلام مستغانمي، مجددا كلامه السابق بأن أحلام مستغانمي ليست أديبة وهي كاتبة مراهقين.أين وصلت أزمتك مع الجزائر؟أنا بشكل غير رسمي ممنوع من المشاركة في نشاطات وزارة الثقافة الجزائرية، وهذا بعد ردي على وزير الثقافة لأنه رد بالنيابة عن أحلام مستغانمي، ومن الفروض وزير الثقافة لا يرد على كاتب ناقد لأن وزير الثقافة ليس له علاقة بالأمر، وحتى الكاتب في حد ذاته لا يرد على الناقد، وقال ميهوبي أن أحلام كاتبة مكرسة والدليل أنه لديها ملايين المتابعين على الفايسبوك، ولكن حتى شعبان عبد الرحيم عنده ملايين المعجبين على الفايسبوك، وكان الأجدر على وزير الثقافة أن يرد بمنطق ثقافي ويقول أن محمود الغيطاني يدير حملة يقبض ثمنها والتهمة سهلة جدا، كان لي لقاء مع العربية نيوز وسألوني عن أزمتي مع عز الدين ميهوبي وقلت أن ميهوبي ساذج لأنه أوقع نفسه في مستنقع أحلام مستغانمي وهذه الكلمة أزعجت ميهوبي، ومنذ ذلك الوقت أنا ممنوع من المشاركة في نشاطات وزارة الثقافة، وزيارتي لجامعة جيجل مؤخرا أحدثت أزمة، وتعقدت الأمور فيما بعد وأصبحت ممنوعا بشكل غير رسمي ولكن محمود الغيطاني لن يدخل الجزائر، رغم أنني ربما الوحيد الذي يكتب عن الأدب الجزائري.هل حز في نفسك منعك من دخول الجزائر والمشاركة في النشاطات الأدبية؟ أكيد، لأن أصدقائي كلهم من الجزائر والتفاعلات على الفاسبوك كلها من جزائريين، الأدب الجزائري أكتب عنه أكثر من الأدب المصري والجزائر أحب بلد إلي، صحيح لم يسبق لي الكتابة في الجرائد الجزائرية ولكن لما أساءت إلي بعض المنابر الإعلامية الجزائرية رددت على جريدة "الفجر" الجزائرية، وكانت المنبر الوحيد المحترم الذي رددت من خلاله.هل غير الرد من موقف الوزارة؟لا لم يغير من موقف الوزارة، وفي زيارتي الأخيرة الكثير من الأصدقاء أشاروا علي بإنهاء الخلاف مع الوزير، لم يكن لدي مانع في الجلوس مع عز الدين ميهوبي وإجراء حوار لجريدتي، ولكن الوزير رفض أن يكون بيني وبينه لقاء، وحتى لما كان في القاهرة واتصل بي أحد الأصدقاء إن كان لدي مانع في الجلوس معه وتصفية الخلاف ولكني تأكدت أنه سيرفض.هل الخلاف سياسي أم شخصي مع الوزير؟الموضوع أن إحدى الجمعيات الأدبية في الإمارات أعلنت عن جائزة باسم أحلام مستغانمي والجمعية باسمها، وفي فئة الجوائز هناك فئة هي الخاطرة وكتبت مقالا عنونته ب"تكريس التفاهة" واستغربت، أديبة المراهقين تكرس جائزة للخاطرة، وهنا انتفض الكثيرون ضدي منهم الوزير.لماذا لا تخصص جائزة للخاطرة، ما يمنع ذلك ؟إذا اعتبرنا الخاطرة هي جنس أدبي فهذا يعني أن ما ننشره على الفايسبوك هي خواطر ونجمعها، أعتبرها تسطيحا للأدب وابتذالا للأدب وتتفيها وموتا للأدب ليس هناك شيء اسمه الخاطرة.ولكن رجاء الصانع كتبت كتابا من خلال حوارات في الأنترنت؟رجاء الصانع ليست روائية، عند التافهين هي روائية، وعند الجهلاء كثير من الأسماء يحققون أعلى المبيعات ولكن فرق بين المبيعات والأدب كفن، أحلام مستغانمي تحقق المبيعات بالملايين ولكنها ليست أديبة.ولماذا ليست أديبة، وهل نعتبر صاحبة "ذاكرة الجسد" ليست أديبة؟المهم من أين أتت بذاكرة الجسد، هل أتت بها من مالك حداد، أحلام تكتب جملا أدبية مهومة في الفراغ، تعرف كيف تتلاعب باللغة، ولكن ليس لها مضمون، أحلام لها قراء من المراهقين، ولكن من يفهم معنى الأدب والثقافة والقراءة لا يقرأ لأحلام مستغانمي، أحلام هي مرحلة عمرية معينة، وهي لحد 20 سنة نقرأ أحلام مستغانمي، إنما لو كبرنا لن نقرأ بعدها لمستغانمي بل نقرأ لمن يفهم ماهية الكتابة، لما كنا صغارا مررنا على القصص البوليسية، وأحلام تغازل مشاعر المراهقين الذين لم ينضجوا، وبعد تخطي مرحلة المراهقة مستحيل تقرأ لأحلام مستغانمي، لأن كتابة أحلام شبيهة بامرأة عندها وقت فراغ جالسة تتأمل في الحياة وتخرج بحكم تخصها هي.ألست قاسيا نوعا ما على أحلام؟لا، لأن من يقرأ "الأسود يليق بك" و"نسيان دوت كوم" يتوصل إلى أنها مجرد كاتبة للعوانس والمطلقات والمراهقين، وهذه حقيقة.كيف يمكن إصلاح العلاقة بينك وبين الوزير عز الدين ميهوبي؟أنا من أكثر الناس المحبين للجزائر، مطلوب مني هذه الأيام مقال عن تاريخ الجزائر، ليس بيني وبينه أي خلاف، هو من يرفض، بالعكس كنت أريد إجراء حوار معه ولكن رفض أن يقابلني، وأنا أريد أن أصلح العلاقة، ونحن في مجال الأدب لا يجب أن نأخذ مواقف، وعز الدين ميهوبي أخذ مني موقفا، ويعرف ميهوبي أن كل الكتاب الجزائريين أصدقائي وأصدقاؤه في نفس الوقت وهو يعرف ذلك ويعرف أنني أكتب عن الأدب الجزائري في مصر.ماذا عن الأزمة الإعلامية التي حصلت بعد زيارتك للجزائر؟اندهشت لما عملته جريدة جزائرية لما كنت في جيجل، لأنني أول ما وصلت فوجئت بصفحة كاملة عن أنني اعتدت سب الجزائر والجزائريين ووضعت صورة لامرأة عارية تغطي عورتها بعلم الجزائر، لنفترض أنني عملت هذا، كيف لم يتدخل كل الجزائريين الذين هم أصدقائي على الفايسبوك، وقالوا بأنني شتمت الجزائر في مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر وأنا في حياتي لم أتابع مباراة في كرة القدم، كما قالوا بأنني نزلت في فندق فخم 5 نجوم في حين باقي الضيوف في فندق رخيس رغم أننا كنا في نفس الفندق، عملوا ضدي حملة كبيرة وكلها مغالطات، وقالوا أنني أسب الدين ولكن ما هي علاقة هذا لتأليب المتشددين علي، لماذا أتحول لعدو الجزائر الأول؟ هي حملة منظمة ولا أعرف من يقف وراءها وليس لها مبرر. ربما جمهور األام مستغانمي والجريدة التي تحاملت علي من جمهور أحلام، جمهور مستغانمي غاضب لأنني هاجمت هذه الأخيرة وتلك الجريدة غاضبة لنفس السبب وخلافي مع الوزير سببه أحلام مستغانمي لذلك كتبت "الهروب من جمهورية أحلام مستغانمي ".هل جربت طلب فيزا من الجزائر ورفضت؟لم أقدم فيزا لأنني لم أزر الجزائر من شهر أفريل ولكن اسمي ممنوع من أنشطة وزارة الثقافة ومن بعض الأسماء، وطلبت من أحد الأشخاص المنظمين لصالون الجزائر الدولي للكتاب وقال لي اسمك ممنوع من نشاطات وزارة الثقافة الجزائرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com