ما يميز الأحزاب في هذه الجزائر المريضة بسياستها وسياسييها "المسوسين" حتى النخاع، هو تحول الأحزاب إلى مجرد فرع من فروع وكالات الأنباء، أكبر ما يمكن أن تفعله حين المصائب الكبرى هو كتابة بيانات وتوزيعها على الصحف والقنوات، تمدح فيها وتشكر أو "تندب" فيها حظها وتكفر، وتذكرون جيدا كيف زايدت بعض الأحزاب المتمسحة بالإسلام عن الجميع وأبحرت نحو غزة حاملة معها مؤمن ومساعدات، ليظهر ممثلوها أمام عدسات الكاميرات في حملة سياسية وانتخابية قبل الأوان، وبعدها تبرق هذه الأحزاب بيانات لمكاتب التحرير لتتحدث عن أطنان الحليب والطحين والألبسة التي قدمتها لأبناء غزة، لكن هاهي كارثة كبرى تزحف من حدودنا الجنوبية نحونا وطيلة أشهر من الأزمة المتدحرجة مثل كرة الثلج جلست هذه الأحزاب تبعث بالبيانات الرافضة لأي تدخل أجنبي تارة، وتحمل السلطة مسؤولية تقاعسها تارة أخرى، وفي الوقت الذي كان على لأحزاب أن تلعب دورها من خلال التحرك والتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني في دول الجوار وفي الدول الإفريقية والأوربية من أجل توضيح الصورة، ودفع شبح الحرب عن البلاد والمنطقة والتواصل مع منظمات دولية، ما دام أن الدبلوماسية عندنا عجزت عن أداء دورها كما تقول هذه الأحزاب، راحت أحزابنا تكتب البيانات، كأن هذه البيانات ستصل إلى البيت الأبيض، أو إلى قصر الإليزيه بسرعة البرق، ويفكر فيها هولاند وأوباما و يحذران وعيد الأحزاب، الآن الحرب قامت في مالي وما دام أن الكل عاجز حتى الجهات الرسمية، فما على الأحزاب سوى دفع هذه الحرب بالبيانات، وقبل هذا عليها أن تحول نشاطها السياسي كأحزاب إلى نشاط إعلامي كوكالات أنباء توزع البيانات على الصحف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com