الجزائر

أجوّد الأجوّاد



تعذرت لغة الكلام مرة أخرى معي مع اقتراب ذكرى رحيل أسد المسرح الجزائري، وحالت دونها أحاسيس أرادت الالتقاء معي مرة أخرى دون موعد مسبق، لا أستطيع بلورتها إلى ألفاظ فجمل ومن ثمة إيصال أحاسيس تليق بهذا الرجل والمقام...فالمتحدث عن رواد صنعوا خشبتنا لوحة بلوحة لا يمر مرّ الكرام عن وهر يدعى عبد القادر علولة..هو وهر من منطقة سميت بوهران، فللحديث عن هذا الرجل يجب ذكر وهران وللحديث عنه يجب ذكر المسرح الشعبي والشكل الحلقوي بنوعيه التراجيدي والكوميدي، وللحديث عنه أيضا يجب أن تكون في مستوى مسرحية الأقوال، اللثام، الأجواد، وأن تعرف من وكيف كان علال الزبال، الحبيب الربوحي، المنصور، عكلي ومنور وجلول الفهايمي، حتما ستعرف أجود الأجواد عبد القادر علولة المسرحي...
عبد القادر علولة في المهنة مسرحي، خدام في المسرح الجهوي لوهران، فالسن يعتبر مشي كبير مدام في عمره محوطش على الستين، فالقامة طويل شويا، لونه اسمر وشعره مبرم...عبد القادر علولة مشروح الخلق، رائك، محبوب كثير عند الفنانين والمثقفين قراينو، ولي حتى صغار عليه، معزوز بالقوة عند لي متالبتهم المسكنة فالمسرح...
عبد القادر الأسمر حديثو معطر كأنو ما ازهر مقطر والكلمة تخرج من فمو منقوشة تلمع وحلوة فالنغمة...عبد القادر علولة الأسمر واصل إلى درجة عالية فالحنانة وخدمة المسرح والمسرحيين...عبد القادر الأسمر واصل إلى درجة عالية فالتواضع والقناعة...حتى فالبسة ظاهرة عليه البساطة والشياكة وفوق الثياب دائما يدير بالسو...
عبد القادر علولة ناشط ماهر فالمسرح حين يكتب مسرحيتو يرفد الهموم على الناس، يمر على الشارع الكبير لوهران باش يمسح بعض الشقا ويهرب شويا الوسواس، يرشق قارو فالفم، المكوفري بالموسطاش الرجولي ويلزم قدرو ويثني ذراعو لظهر ويثقل المشية كأنو وزير جايل في جرتو حاشية...
كانت بين علولة والمسرح صداقة كبيرة صحبة متينة رابطتهم، كانت بيناتهم مودة قلبية صافية، يتناقدو ويتناقشو، بصح ولكن عمرهم ولا يتنايفو...
علولة رحمه الله توفى هاذي خمسة وعشرين عام فايته، رغم هذا يعني من شق الموت باقية حاجة ديمة رابطة بيناتهم، هذيك الديما هي لي خلاتنا اليوم نتكلمو على وهر وهران...علولة بعد ما اهدى فكرو في سبيل الحركة المسرحية تقرر عليه يضحي بجسدو، وهكذا صبح رمز للأجيال الجاية...
بعد موت علولة درست القضية وتجولت في شوارع الباهية وقررت نسأل بعض الناس على هاذ الداهية...
اللول قالي: معندي ما ندير لثقافة وما في يدي طاقة ما، والرتبة لي راني فيها ما تابعتها سلطة يا خويا، يتسمى كلي راني قاعد مقصر في قهوة...
الزاوج قالي: حتى تكون عندنا فري ستاتي ونقابة تماك أرواح نتكلمو على المسرح والثقافة...
الثالث قالي: مكفاكش حالت البلاد وهمومها، تزيد أنتاي الثقافة وركودها ولا...
الرابع قالي: يا ودي إذا دبرنا على ناس كيما علولة، اليوم يا أخي راهي الحالةc est pas ca ومعندناش منين نجيبولهم الاستمرارية...
الخامس قالي: إلى تساعفني يا سي أحمد غير أخطيك من هاذ القضية يا صاحبي، يا ودي أنت شاب صغير ونية كأنك رافد قنبولة يا خويا...هاذ القضية تمس ولاد بلاد وداخلة فالسياسة، أخطيك، أخطيك أخطيك...
السادس قالي: درسنا أزمة الثقافة المسرحية على مستوى عالي يا صاحبي، نتبناو مسرح مالخارج وممثلين وخرجين من الخارج وخلاص...يعني كيما صحاب البالون...
السابع قالي: هذي كاميرا مخفية ياك؟؟؟؟
الثامن قالي: شوف، شوف حالتي أنا يا صاحبي ساكن أنا وولادي ستة في سقيفة كي القرادة وجاي أنت تحكيلي على المسرح وعلولة...
التاسع قالي: راني رايح نصلي العصر لي فيه الفايدة...
العاشر قالي: إكوت خويا إكوت..المسرح لي مفيهش ناس كيما مجوبي، كاكي، سراط وعلولة ميستهل يكون مسرح آخويا...
شحال يقدني نحكي، نحكي ونعيد وفكل مرة يموت صبح جديد تغيب القمرة، تغيب ويتأجل لعيد...نخلوك تريح شويا يا علولة خدمت حقك بركاتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت......


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)