خيمت خلال يومي العيد أجواء من الحزن على مدينة عين مليلة بسبب ما تركه وفاة الطفلين الشقيقين معتز بالله ولينا عبابسة من أثر في النفوس، بعد أن لفظنا أنفساهما في حريق مهول شب بغرفة في منزل بحي المنظر الجميل يوم الأحد الماضي ، أفادت مصادر من العائلة للنصر أن سببه شاحن هاتف نقال.الطفلان البريئان اللذان لم تكتمل فرحتهما بملابس عيد الفطر، قدر لهما أن يلفظا أنفاسهما على فراش غرفة نوم والديهما، في فاجعة اهتزت لها مدينة عين مليلة و كان سببها شاحن كهربائي لهاتف نقال، انطلقت منه شرارة كهربائية ، ما تسببت في اندلاع حريق مهول أتى على كل محتويات الشقة و دفع أعوان فرقة إخماد الحريق التابعة للوحدة الثانوية للحماية المدنية بعين مليلة، لتحطيم النوافذ من أجل السيطرة عليه.
و بحسب المعطيات التي بحوزة النصر و التي كشف عنها العم الأكبر للضحيتين المدعو «محمد عبابسة»، عند تنقلنا إلى البيت العائلي، فإن والدة الطفلين تركت ابنيها داخل غرفة نومها، «معتز بالله» البالغ من العمر سنتين و الذي كان نائما، و شقيقته الكبرى «لينا» البالغة من العمر4 سنوات، و التي كانت تلعب فوق سرير غرفة النوم، مشيرا إلى أن باب الغرفة كان موصدا، ما تسبب في انطلاق سحب الدخان خارج نافذة المنزل و المتواجد في الطابق الثالث للسكن العائلي، في الوقت الذي كانت الوالدة تتواجد بالطابق الأرضي للمنزل الذي يحتضن أسر أربعة أشقاء، و قد تفاجأ جيران العائلة من انتشار رائحة الحريق التي عمت أرجاء الحي المعروف بهدوئه، ليكتشفوا بعد نحو ساعة من اندلاع الحريق، بأن الأمر يتعلق بسكن الشاب أمين عبابسة، ليسارع أحد الجيران لتبليغ أفراد العائلة المتواجدين بالطابق الأرضي، الذين سارعوا بدورهم إلى مكان الحريق، غير أن الوقت كان متأخرا، فألسنة اللهب أدت إلى تفحم الطفل «معتز بالله» و سحب الدخان خنقت أنفاس شقيقته الكبرى، في حين تسببت النيران في انصهار جزء من بلاط الغرفة، و تدخلت حينها فرقة إخماد الحرائق بالحماية المدنية التي سيطرت على الحريق و منعت انتشاره في باقي أرجاء المنزل.
يواصل عم الطفلين البريئين حديثه ، متأثرا نتيجة الفاجعة التي هزت عائلته، فيقول بأن السبب الحقيقي الذي كان وراء الحادثة المأساوية، هو شاحن كهربائي انطلقت منه شرارة كهربائية و مست الأفرشة و الأغطية المتواجدة فوق سرير الغرفة، لتعم ألسنة اللهب بقية الأغراض و محتويات السكن من أفرشة و أغطية و ملابس و أثاث خشبي. و سارع أعوان الحماية المدنية لإنقاذ الطفلين، غير أن الموت غيب الطفل «معتز بالله» داخل الغرفة كونه وجد متفحما، فيما حولت شقيقته على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى سليمان عميرات المحلي، غير أن كل محاولات نجدتها من قبل الطاقم الطبي المناوب باءت بالفشل، لتلفظ أنفاسها بعد نحو 8 ساعات من وفاة شقيقها متأثرة بالإصابات التي لحقت بها.
و يشير مصدر من داخل شركة الكهرباء و الغاز بأم البواقي في تصريح خص به النصر، إلى أن أعوان الشركة سارعوا عند تدخلهم لحظة إخطارهم إلى وقف تموين المنزل بالكهرباء و الغاز و مباشرة تحقيقات تقنية للوقوف على أسباب و ملابسات اندلاع الحريق، مضيفا بأن مديرية التوزيع بأم البواقي أوفدت هي الأخرى لجنة تقنية للتحقيق في الحادثة.
و بحسب محدثنا، فإن الشبكة الداخلية للغاز و الكهرباء سليمة، فحتى الطابق الثالث الذي وقعت على مستواه الحادثة، لم يتم إيصاله بالغاز الطبيعي، ملمحا إلى أن التحقيقات التي تعكف عليها الجهات المختصة، هي التي ستكشف عن الأسباب الحقيقية للحادثة و التي يرجح أن تكون شرارة كهربائية انطلقت من شاحن للهاتف النقال، هي المتسبب الرئيسي فيها، مثلما أجمع عليه عديد المواطنين الذين التقينا بهم.
جثمانا الضحيتان ووريا الثرى بمقبرة عين مليلة يوم الاثنين، لكن أجواء الحزن لا تزال تخيم على المدينة ، لهول الكارثة التي حلت بعائلة كانت تحضر للعيد واقتنت كسوة الطفلين تحضيرا لعيد سيظل عالقا في الذاكرة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/06/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحمد ذيب
المصدر : www.annasronline.com