أثناء عرض كتابه ''أنظمة في وجه الإعصار'' سلطاني ينتقد تدوير السلطة بدل التداول عليها

 وصف أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، الأنظمة العربية بـ المتخندقة التي تتفاوت من حيث تدوير السلطة لكن التداول على السلطة فيها غير موجود . كان ذلك بمناسبة عرض كتابه أنظمة في وجه الإعصار.. ثورة تونس نموذجا أمس، بالعاصمة، بحضور وجهين بارزين من ثورة الياسمين .
حضر حفل تقديم الكتاب الذي جرى بقصر الثقافة، عدد كبير من مناضلي حمس وضيوفها من مثقفين وإعلاميين، زيادة على سفراء ثلاثة بلدان، هي تونس والسودان والأردن. وفصَل سلطاني في كلمة ألقاها على الحاضرين، الكتاب الذي صدر قبيل سقوط نظام مبارك في مصر (14 فيفري 2011)، قائلا أنه ليس كتابا تاريخيا وإن كان فيه الكثير من التاريخ، وليس سياسيا لأنه غير منحاز لأي حزب ولا أي طرف سياسي.. إنه عبارة عن محاولة لقراءة وضع كان مستقرا في تونس التي كانت مفخرة ونموذجا في الهدوء والجذب السياحي ومضرب المثل في التحكم بالكثير من القضايا .
وتحدث سلطاني في كتابه، الذي تكفلت الشروق بنشره، عن الحق في الكرامة قبل الخبز وتناول أيضا ثورة الاتصال وأثرها على التونسيين، والرقابة التي كانت شديدة على مواقع الانترنت ومختلف وسائط الإتصال. مشيرا إلى مستوى التعليم العالي المتوفر في تونس، قياسا إلى الكثير من الدول العربية. وتميَز حفل الإعلان عن صدور الكتاب، بحضور ضيفين من تونس اشتهرا بفضل تداول صورهما على فضائية عربية، هما المحامي عبد الناصر العويني الذي اشتهر بـ بن علي هرب التي كانت طريقة في التعبير عن تخلص التونسيين من الرئيس المخلوع، في شارع بورقيبة. والثاني هو احمد الحسناوي القرشيشي، المواطن التونسي البسيط صاحب صيحة هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية ، تعبيرا عن طول انتظار التونسيين لحظة سقوط بن علي.
وقال سلطاني أثناء عرض الكتاب أن الفصل التاسع هو أهم الفصول. ففيه يصف كل الأنظمة العربية بـ المتخندقة المتفاوتة من حيث تدوير السلطة ولكن التداول على السلطة فيها غير موجود . وتتميز هذه الأنظمة، حسب صاحب الكتاب، بعشر خصائص هي فساد رسمي واحتكار السلطة والثروة  والانتقائية في تولية المناصب، والامتيازات المالية للحواشي والفضاءات المغلقة على الشعب وعسكرة المجتمع، والعداوات الرسمية لكل صوت حرَ وتفكيك بنية الشعب، والتأبيد في الحكم مع ميلاد بدعة التوريث. وحذر سلطاني في كتابه، من تصفية الحساب ومن التطرف في الانتقام، بعد سقوط الأنظمة.