أثر تطبيق حوكمة الشركات على جودة المعلومات المحاسبية

حاليا، ازداد الاهتمام بحوكمة الشركات بكيفية ملحوظة للعديد من الأسباب، لعل من أهمها انتشار الفساد الإداري و المالي الذي عرفته العديد من الشركات، فضلا عن الأزمات المالية التي مست معظم الجوانب الاقتصادية في مختلف دول العالم والتي لا زالت تداعياتها متواصلة حتى اليوم. وكذلك ظهور بعض الشكوك حول الهدف من لجوء الكثير من الشركات الدولية الكبرى إلى عمليات الاندماج والاستحواذ. إن مجمل الاعتبارات التي سبق ذكرها كان للمحاسبة دور فيها، حيث بينت العديد من الدراسات والبحوث كيف استغلت إدارة الشركات (Enron, World Com,…) بعض الابتكارات والممارسات المحاسبية و المالية للتغطية عن عجزها أو للإيحاء لأصحاب المصالح باستقرارها واستمراريتها، وعمدت تلك الشركات بالتواطؤ مع كبريات شركات المراجعة إلى إخفاء وتشويه المعلومات المرتبطة بالأداء التشغيلي والتمويلي والاستثماري مما الحق الضرر بالمستثمرين وبالأسواق المالية وباقتصاديات الدول. لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى توضيح تأثير حوكمة الشركات على جودة المعلومات المحاسبية الواردة في التقارير المالية. من أجل تحقيق ذلك، سنناقش مفهوم حوكمة الشركات وأهدافها وكذلك المبادئ التي تستند إليها. وأخيرا، سنبين كيف تساهم في تحسين جودة المعلومات المحاسبية. وقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن الدافع الأساسي لتطبيق حوكمة الشركات هو إعادة الثقة في المعلومات المحاسبية وإحكام الرقابة عليها من خلال تحقيق المساءلة والرقابة، والسعي نحو تطوير وتطبيق معايير المحاسبة والمراجعة، وتفعيل دور كل من مراجع الحسابات الخارجي والداخلي ولجان المراجعة لتحقيق الإفصاح والشفافية في هذه المعلومات والارتقاء بمستوى جودتها.