إن بزوغ الأزمة العالمية 2008 في سماء الإقتصاد الدولي صاحبها تلبد بغيوم حرب العملات (CURRENCYWAR) ،حيث تعتبر هذه الحرب أحدث مولود في عائلة الحروب الإقتصادية ، ويرجع معظم الاقتصاديين والساسّة اشتعال شرارتها الأولى لسنة 2010،لكن في حقيقة الأمر أن مسألة حرب العملات ليست حديثة العهد،فمع ظهور كل أزمة اقتصادية نجد الدول الكبرى تستخدم العملة كسلاح لمواجهة مشاكلها الاقتصادية،لذا فإن المراجعة التاريخية للحرب الاقتصادية تنوّأ لنا بأن حرب العملات بدأت كحرب اقتصادية خفية منذ الكساد العظيم سنة 1930عندما قامت دولة تلوى بتخفيض قيمة عملتها في محاولة يائسة للخروج من دوامة الركود الاقتصادي.
عادت هذه الحرب للظهور مع حلول الأزمة الاقتصادية العالمية 2008،والتي صاحبها صحوة العملاق الاقتصادي النائم –الصين- ،حيث بدأت تكتسح ويهيمن على الأسواق العالمية عن طريق انتهاجه لسياسة"إفقار الجار" أو"إفقار الغير (Beggar they Neibor) ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي،وكان لهذه الحرب العديد من الآثار على جميع الأصعدة الاقتصادية بحكم الدور الفعال الذي يلعبه سعر صرف العملة،فلهذا الأخير العديد من الآثار على مستوى مختلف المتغيرات الاقتصادية المحلية وتأثير شامل على المتغيرات الاقتصادية العالمية،فقد نجمت عنها العديد من الأزمات المتوالية مازلنا نشهدها منذ الأزمة الاقتصادية 2008 والتي كان أبرزها أزمة الديون السيادية الأوروبية وعاصفة انخفاض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية والارتفاع الجنوني لأسعار بعض المنتجات الإستراتيجية كالنفط والذهب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بودوشن ياقوتة
المصدر : مجلة دفاتر اقتصادية Volume 3, Numéro 2, Pages 20-35 2012-09-01