ظهرت رواية التسعينيات الجزائرية في مرحلة متأزمة من تاريخ الجزائر عُرفت بالأزمة، وجد فيها الكُتاب مناخا مناسبا ومادة دسمة لأعمالهم الإبداعية بخاصة الروائية منها، باعتبارها أكثر ملامسة وارتباطا بالواقع، وأكثر قدرة على نقل المأساة الوطنية في قالب فني إبداعي يهيمن عليه البعد الأيديولوجي، بلغة تتراوح بين الشعرية والخطابية، فجاءت بداية التسعينيات إيذانا لبدء مرحلة جديدة في الكتابة الروائية ميزتها عن رواية السبعينيات والثمانينيات، سواء على مستوى المضمون أو الشكل، إذ كشفت روايات هذه الفترة عن التوجهات الأيديولوجية السائدة التي نتج عنها صراع حاد في مستوى الأفكار بين فئات مختلفة وهذا ما ستحاول هذه الدراسة الكشف عنه من خلال أبرز التيمات التي ميزت رواية التسعينيات والمتمثلة في:
تيمة المثقف ومعاناته في رواية التسعينيات الجزائرية ، الأيديولوجيا وتجلياتها في رواية التسعينيات، تيمة العنف وصوره في رواية التسعينيات
إذا كانت رواية الثمانينيات في الجزائر هي امتداد لرواية السبعينيات التي ظلت غارقة في الرؤية التي أنتجها الأدباء المؤسسون، كما أنها لم تستطع أن تنتج نصوصا تميزها عن غيرها وتعلن بذلك قطيعتها مع رواية السبعينيات. فإن هذه القطيعة سواء من حيث الرؤى أو التيمات، لم تحدث إلا مع جيل جديد من الروائيين الشباب الذين نسجوا نصوصا من رحم الأزمة الجزائرية، نصوص ذات حساسية أدبية ومعرفية مغايرة، كانت بمثابة ردة فعل لتلك التحولات العميقة التي عرفتها الجزائر على جميع الأصعدة ابتداء من أحداث أكتوبر 1988. والتي دفعت بالرواية الجزائرية إلى التخلص من وثن الثورة الذي حكم الذهن الإبداعي منذ الاستقلال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - غنية بوحرة
المصدر : مجلة اللغة العربية وآدابها Volume 1, Numéro 2, Pages 105-134 2013-09-01