كشفت حالة الترقب التي سادت بين مختلف الأطياف السياسية والمواطنين، قبل إعلان جبهة القوى الاشتراكية عن موقفها إزاء الاستحقاقات القادمة، الثقل التاريخي الذي لا يزال يحظى به حسين آيت أحمد كمناضل في الحركة الوطنية ومسؤول المنظمة الخاصة، وأحد مفجّري ثورة نوفمبر. إرث نضالي يسمح له بأداء دور محوري في جمع كل الطاقات الحية التواقة لإحداث التغيير المنشود. لكن تجسيد هذه الوثبة النوعية بمعية الشعب الجزائري، خمسين سنة بعد الاستقلال، تتطلب بعض التضحيات وتبقى مرهونة بمدى مساهمة حسين آيت أحمد ومشاركته الشخصية وحضوره بدنيا وسط المناضلين الذين خاطبهم في رسالته الموجهة للمجلس الوطني قائلا: ''معركة إعادة التعبئة السياسية يجب أن تستند على كل مناضل ومناضلة...''. ولست هنا لتقديم ''الدروس'' لكن اقتناعي بثقل الرجل ومصداقيته يجعلني أعتقد جازما أن حضوره سيشكل فرصة تاريخية للقوى الديمقراطية وسيضفي شرعية على صفوف المعارضة لتشكيل بديل جاد للنظام القائم ويسمح بإعطاء محتوى ملموس لمسعى إعادة الاعتبار للسياسي. كما سيكون بمثابة استجابة لنداءات ومناجاة لمن ذكرهم في خطابه: ''... كل الضحايا، من موتى، معذبين، منفيين، ومرحلين...''. ألا يستحق هذا الشعب بعد كل المعاناة والأهوال التي عرفها لسنوات عديدة وآلاف القتلى اقتطاع تذكرة طائرة على متن رحلة جنيف ـ الجزائر؟ نعرف أن الأعمار بيد الله، لكن حكم التاريخ صعب، ولقد أثبت آيت أحمد خلال كل مساره النضالي أنه كان دائما بجانب الحق والمبادئ. وكما استهل رسالته للمناضلين بمقولة للجنرال جورج باتون ''بإمكان خوض الحروب بالأسلحة، لكن الانتصار فيها يحققه الرجال. انتزاع الانتصار يكون بفضل قوة عقول الرجال الذين يتبعون ومن يقودون الحرب''. ومن هذا المنطلق وعلى غرار الجنرال ''باتون'' الذي كان يتقدم جنوده في المعارك التي خاضها خلال الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور، فالمناضل آيت أحمد مطالب أكثر من وقت مضى، ونظرا لحساسية الوضع، وضع حد لمنفاه الاختياري وتصدر الصفوف الأولى لتحقيق الانتصار، كما فعل ذات يوم في الفاتح من نوفمبر 4591.
lalousalah2000@yahoo.fr
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : جعفر بن صالح
المصدر : www.elkhabar.com