آليات ترشيد الإستهلاك المائي في الجزائر رؤية إسلامية

تشير كل التقارير والأوضاع الدولية والإقليمية والوطنية إلى أن البشرية والبيئة في جميع أنحاء العالم تعاني حاليا من مشكلات وأزمات في المياه، وهي مشكلات حقيقية، معقدة ومتعددة الجوانب. والجزائر بموقعها الجغرافي، وبمواردها المائية المحدودة، والموزعة توزيعا غير عادل، تقع ضمن الدول الفقيرة من الموارد المائية، خاصة إذا عرفنا أن الجزائر صنفت عام 1990 ضمن 20 دولة في العالم تشكو قلة المياه وندرتها. وتزداد حدة هذه المشكلة بسبب الخصائص المناخية التي تتراوح بين الجاف وشبه الجاف على معظم الأراضي الجزائرية، وهي بالتالي غير وفيرة الأمطار مما يهدد بتناقص مواردها المائية، هذا في وقت تشهد فيه الجزائر تغيرات اجتماعية واقتصادية ملحوظة، بسبب النمو الديمغرافي، والتحسن النسبي في ظروف المعيشة، والتوسع الحضري، وتنامي القاطاعات المستهلكة للماء، كالصناعة والزراعة...، مما يولد ضغطا متزايدا على موارد المياه، لم يكن موجودا من قبل، بالإضافة إلى تفاقم مشكلات تلوث المياه.