يهدف هذا البحث إلى توخي آليات القراءة الاحترافية عند النّاقد عبد القاهر الجرجاني، وذلك كون قراءته للشّعر العربي القديم قد جاءت مغايرة عن قراءة معاصريه، وفي نفس الوقت مواكبة لقراءة النّقاد المعاصرين في الكثير من مناحيها، ويبدو ذلك جليا فيما يظهر من استراتيجيات قرائية لم يصرّح هو باتّباعه لها، لكن يصرّح بها نقده للشّعر. وقد حدّد بسّام قطوس وآخرون تلك الآليات على أنّها من بين أهم التّقنيات لقراءة نصّ أدبيّ ما، وتتمثّل عند الجرجاني خاصّة في: رفضه ورده على من ذمّ تلقي الشّعر وروايته، ثمّ استراتيجية التّفكيك، وجدلية الزّمن أو مواطن الدّهشة والإعجاب من نصّ أدبيّ ما، ومحاولته في قراءة النّص الغائب وهو ما ارتبط خاصّة بالجانب المجازي في النّص والإيحاء بتعدّد المعاني للدّال الواحد، والقراءة الأسلوبية الّتي تتلخّص في نظرية النّظم خاصة بجميع مباحثها، كما أنّه تطرّق إلى أهمية الشّعر، فكان قارئا ناقدا ذوّاقا، وهذا ما يجعل قراءته قراءة احترافية إنتاجية كان ثمرتها كتاباه: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/10/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - كريمة وني - حمودي محمد
المصدر : تاريخ العلوم Volume 4, Numéro 8, Pages 37-45 2017-06-01