يعد الشعر صلب البلاغة وأساس التكوين الجمالي، فهو لا يذعن لصرامة النحو، إذ لا يقبل أن يكون شاهدا على صرامة القاعدة وقطعية وصورية التحديد ولا ينصاع لمختبر المعيارية، ومن هنا ترد ممكنات الحداثة الشعرية نحو ما أفرزه شعر أبوتمام في المحدث من تشكله الشعري، كونه أنتج استعارة محدثة، ولأن تشكل الاستعارة يخرج الغريب من اللغة وينتهي إليها المتلقي لما تناله من الاستجابة، ولأن الاستعارة هي البؤرة التي تحدث توترا لدى المتلقي بات الاهتمام بتركيبيها ووظائفها بارزا لدى المشتغلين بالدراسات الإنسانية الحديثة ومن مختلف الحقول المعرفية لما تؤديه من فعل التواصل الكلامي، علما بأنها قد شغلت من قبل علماء البلاغة القدامى الذين أفردوا لها فصولا فيما خلفوه من منجزات بلاغية في مثل ما يرد لدى عبد القاهر الجرجاني من وصف لوظائفها البلاغية "وإذا تأمَّلتَ أقسام الصَّنعة التي بها يكون الكلام في حَدَّ البلاغة، ومعها يستحِق وصفَ البراعة، وجدتَها تفتقر إلى أن تُعيرها حُلاها، وتَقصُرُ عن أن تُنازعها مداها وصادفتها نجوماً هي بدرها، ورَوضاً هي زَهْرها، وعرائسَ ما لم تُعِرْها حَلْيها فهي عواطل، وكواعبَ ما لم تُحَسِّنها فليس لها في الحسن حظٌّ كامل، فإنك لترى بها الجمادَ حيّاً ناطقاً، والأعجمَ فصيحاً، والأجسامَ الخُرسَ مُبينةً، والمعاني الخفيّةَ باديةً جليّةً "
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فريدة آيت حمدوش
المصدر : أبحاث Volume 3, Numéro 3, Pages 50-62 2015-12-01