الجزائر العاصمة - Casbah

#هل_تعلم؟ #مسجد_علي_بتشين_في_القصبة



#هل_تعلم؟ #مسجد_علي_بتشين_في_القصبة

#علي_بتشين_و_أميرة_كوكو_بين_الأسطورة_و_التاريخ
يقع مسجد #علي_بتشين في القصبة السفلى بالعاصمة عند زنقة لالّاهم بحي زوج عيون.
هذا المسجد يعود للقرن 17م حوالي 1620م بناه تاجر و رايس بحر إيطالي اعتنق الإسلام اسمه #علي_بتشين Aldo Biccini و أصبح علي بتشين أمير طائفة رياس البحر في الجزائر العثمانية، كان أغنى رجل في البلاد في ذلك الزمان و أقوى من الباشا نفسه لأنه يتحكم في طائفة رياس البحر التي تعتبر القلب النابض للحكم العثماني بالجزائر.
كان هذا المسجد حسب الأسطورة العاصمية المتداولة بمثابة مهر أو صداق للأميرة لالّاهم ابنة سلطان كوكو أمير منطقة القبائل، حيث انبهر بها علي بتشين و أغرم بها بشدّة أثناء رحلة قام بها لمنطقة القبائل قصد عقد الصلح بين إيالة الجزائر و إمارة كوكو في منطقة القبائل فكان طلب الأميرة الوحيد حتى تقبل الزواج من بتشين هو أن يبني لها مسجدا في العاصمة يكون صدقة جارية لهما و دليلاً على اعتناقه الإسلام بإخلاص، و بذلك يكون هذا المسجد تخليدا للعشق الذي جمع أميرة قبائلية و أمير رياس البحر في مدينة الجزائر.
هذا الكلام جميل و لكن بعيداً عن رومنسية الأساطير العاصمية التي ترويها الجدات في القصبة يتبين أن زواج علي بتشين مع الأميرة لالّاهم لم يكن بهذه الرومنسية.
فمعلوم من المؤرخين أمثال Gramont و Mercier أو الشهادات التاريخية مثل d'Aranda أن علي بتشين كان يكنّ العداء للباب العالي في إسطنبول المتمثل في السلطان إبراهيم و هذا ما دفعه إلى اللجوء لسلطان كوكو أحمد بلقاضي و طلب الزواج من ابنته فقد كانت منطقة القبائل خارج نفوذ الأتراك و على عداء مفتوح معهم، فهي بذلك تمثل الحليف الإستراتيجي لعلي بتشين للتحرر من الباب العالي.
بعد هذا الزواج السياسي أصبح علي بتشين يجول في العاصمة مصحوبا بحماية قبائلية، و راح يرفض استنجاد الباب العالي بطائفة رياس البحر في حروب الدولة العثمانية و وصل به التمرّد إلى عزل الباشا محمد و احتجازه في أحد المساجد و لكن الإنكشاريين ثارو ضده و طالبوه بدفع مستحقاتهم بصفته الحاكم الفعلي للبلاد مما جعل علي بتشين يهرب إلى منطقة القبائل و معه جلّ ثروته و يحتمي بوالد زوجته سلطان كوكو فيما صادر الإنكشاريون ممتلكاته في العاصمة و حجزو عليها و لكن الجميع بات يتخوف و يتوقع هجوما كاسحا من منطقة القبائل على مدينة الجزائر ينتهي بها حكم الأتراك على البلاد.
أرسل الباب العالي الهدايا لعلي بتشين لتهدئة الوضع و جعله يعود لمدينة الجزائر، و لكن بمجرد أن عاد، أرسل السلطان إبراهيم إلى الجزائر باشا جديد بينما توفي علي بتشين سنة 1645م في ظروف غامضة، على الأرجح يكون قتل مسموماً. و لكن مسجده بقي شاهدا على العلاقات الشائكة و المعقدة بين منطقة القبائل و الحكم العثماني في الجزائر و شاهدا على محاولة تحرير لم تنجح قام بها علي بتشين مدعوماً بمنطقة القبائل.
مراجع ذات صلة :
_Gramont, histoire d'Alger.
_Emmanuel d'Aranda, les captifs d'Alger.
_Ernest Mercier, l'Afrique Septentrionale.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)