ويحتضن رواق المؤسسة الثقافية "أحمد ورابح عسلة" بالجزائر العاصمة مجموعة متنوعة من اللوحات الفنية للتشكيلي العصامي عبد الرحمن بختي بأسلوب معاصر وتتمثل أساسا في بورتريهات حول المرأة, رسم وجهها بحس مرهف تعكس مشروعه الفني الجمالي الذي يمازج بين النزعة السريالية العميقة و الانطباعية الحالمة في مزج نادر بين الواقع و الخيال و الإبداع المجدد بكل ما يكتنزه من حمولات تاريخية واجتماعية وثقافية.
و يتناول هذا المعرض, الذي يضم أزيد من 30 بورتريه نسائي بمختلف الأحجام و التأطير تم انجازها على فترات زمنية مختلفة وفقا لتقنية الالوان الزيتية و الحبر الصيني (الأبيض و الأسود), سلسلة من المواضيع المستوحاة من الحالات النفسية للمرأة وهي تواجه ظواهر المجتمع والانفعالات والأحاسيس و تقلبات الزمن التي تعتريها ما بين فرح عارم و حزن وصمت وحيرة وقلق و تساؤل ولمشاعر الغضب و الطمأنينة و الخوف و الأمل.
وتحلق اللوحات المعروضة بالجمهور عاليا لتصور التفاصيل النفسية للمرأة و الطبيعة أيضا في فصولها الأربعة و ما تثمره في وصف دقيق للبحر بزرقته المتماوجة ولأوراق الاشجار المتساقطة بألوانها المتدرجة الحية, و كذا تم تطعيم هذه البورتريهات بعناصر من الطبيعة كالفراشات و الأسماك و الأزهار و البحر لتعبر عن قيم إنسانية وجمالية و ذلك وفق توزيع لوني يعتمد على اللون الازرق و البرتقالي و تدرجات اخرى تضفي حيوية ونبض على الوجوه.
كما يظهر جليا من خلال أعمال الفنان التشكيلي بختي عبد الرحمان, الذي بدأ مشواره الفني منذ أكثر من 40 سنة, الالهام المستوحى من سحر المناظر الطبيعية و التاريخية لمدينة شرشال الساحلية مسقط رأسه.
و قام الفنان إلى جانب الاعمال بالألوان الزيتية بعرض سلسلة من البورتريهات لوجوه نسائية باستعمال الحبر الصيني من خلال نقر على الورق لصياغة ملامح وجوه نسائية مختلفة الملامح.
وفي هذا الإطار, أشار الفنان بختي عبد الرحمن إلى أن "محور أعماله هي المرأة باعتبارها رمز العطاء و العاطفة و الأمومة و الحنان وهي العمود الفقري للمجتمع التي تلقن القيم و الجمال و تحافظ على الموروث الثقافي الأصيل", لافتا إلى أن "الفن هو الحصن المنيع لمواجهة الآفات الاجتماعية".
و أضاف ذات المتحدث أنه "تعرف خلال رحلته الفنية و عايش كبار الفن التشكيلي الجزائري, حيث أقام أول معرض فني له سنة 1986 بالجزائر العاصمة".
للتذكير, شارك التشكيلي العصامي بختي عبد الرحمن وهو من مواليد 7 أفريل عام 1959 بشرشال (تيبازة) في عديد المعارض الفنية الفردية و الجماعية داخل وخارج الجزائر, حيث كان اول معرض له سنة 1986 بالجزائر العاصمة.
و علاوة على اللقبين الذين تحصل عليهما سنتي 1988 و 1989 بالجزائر العاصمة, يعد الفنان أحد منظمي معرض الجزائر- فرنسا سنة 2006 لبانوراما الرسم الجزائري. كما شارك في الصالون المغاربي للفن المعاصر بعنابة و كذا في صالون النحت الجزائري الذي نظم بمدرسة الفنون الجميلة لمستغانم سنة 2009.
ويتواصل معرض "وجوه" إلى غاية 17 أغسطس المقبل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 00/00/0000
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz