ويضم المعرض أكثر من 120 لوحة فنية لخدة في مختلف الأساليب الفنية ومن مختلف الأحجام أنجزها الفنان الراحل في أغلبها في الفترة الممتدة من الخمسينيات وإلى غاية بداية التسعينيات, حيث يقام هذا الحدث الفني بالتنسيق مع زوجة الفنان, الأكاديمية نجاة خدة الحاضرة بالمعرض. وتعبر الأعمال المعروضة عن غزارة وإبداع محمد خدة, كما أنها تمثل مختلف المراحل والمحطات التي كان لها أثر في مساره, وقد تنوعت بين الرسومات بالألوان المائية التي ميزت خاصة الفترة الأولى من مساره الفني ولوحات زيتية تجريدية تعد من الأعمال الهامة والأكثر نضجا, إلى جانب أعمال أخرى تنتمي للفنون البيانية. ومن عناوين الأعمال المعروضة "أمومة" (1953), "كتابة/ زوبعة رملية" (1956), "تركيب" (1960), "شجرة زيتون في الريح" (1969) و"انحراف حجارة" (1990), بالإضافة إلى العمل المميز "تعويذة حمراء لطرد القاذفات الأمريكية" (1969) الذي "يندد بالعدوان الأمريكي على الشعب الفيتنامي إبان حرب فيتنام ومن خلاله بكل حروب العدوان الامبريالية عبر العالم, كما هو الحال أيضا بفلسطين المحتلة", تقول السيدة خدة. كما يتزين الرواق أيضا بالعديد من الملصقات (الأفيشات) التي أنجزها هذا الفنان على مر سنوات طويلة, وخصوصا في السبعينيات والثمانينيات, والتي تمثل بحق تاريخ الجزائر كونها تعبر عن الكثير من الأحداث الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, على غرار "المهرجان الوطني للموسيقى والأغاني الشعبية" (1968) وملتقى "المبدع أمام قضايا التعبير" (1988). وقالت السيدة خدة, لوأج, أن هذا المعرض بمثابة "تذكير بوجود هذه الشخصية البارزة وهذا الفنان الكبير الذي ترك أثرا هاما في وقته وتجاوز وقته أيضا حيث أنه ألهم كثيرا الفنانين الشباب ..", مضيفة أنه "وإضافة إلى كونه فنانا تشكيليا كبيرا فقد كان أيضا مثقفا كبيرا فقد كتب حول الفن وشارك بأفكاره في هذا المجال في المقالات الصحفية والمحاضرات, ولكونه أيضا مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية واتحاد الكتاب الجزائريين ..". وقال, من جهته, مدير رواق "هالا", علي جري, أن الرواق, الذي تم افتتاحه قبل أشهر, "يتشرف بتنظيم معرض لأحد عمالقة الفن التشكيلي في الجزائر, محمد خدة, وهو فنان عالمي تعكس لوحاته التراث الجزائري الأصيل", مشيرا إلى أن الرواق قد اختار "تتويج نهاية هذا العام بمعرض لإسم معروف كمحمد خدة ما سيضيف حتما قيمة كبيرة للرواق". وأوضح المتحدث أن "أبرز أعمال خدة المعروضة تتمثل في أعماله الزيتية التجريدية, باعتباره من مؤسسي الفن التجريدي وفن الإشارة في الجزائر", مضيفا أن "تجمع كل أعماله في معرض واحد هو حقيقة بمثابة حظ كبير, بالنظر إلى أن أعمال كبار الفنانين عادة ما تكون متفرقة ..". ويعتبر خدة, المولود بمستغانم عام 1930, من عمالقة التشكيل في الجزائر, وقد عرف باشتغاله على التراث بكل مظاهره الثقافية والاجتماعية والتاريخية, كما اهتم بالخط العربي, وكذا الطلاسم والرموز الموجودة في الموروث الشعبي والتي حاول فكها عن طريق الريشة. وأقام الراحل العديد من المعارض داخل الجزائر وخارجها, كما اقتنت أعماله متاحف جزائرية وعالمية على غرار المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة ومتحف الفن الحديث بباريس, وكان الفنان قد جمع أعماله الفنية في كتابين هما "عناصر الفن الحديث, مدخل في تاريخ الفن في الجزائر" (1971) و"أوراق متناثرة مترابطة" (1983). ويتواصل المعرض إلى غاية 4 من يناير 2025, وبإمكان عشاق وممارسي الفن التشكيلي ومحبي محمد خدة الحضور للرواق والتمتع بمختلف إبداعات هذا الفنان المبدع.
تاريخ الإضافة : 08/12/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz