الجزائر العاصمة - PATRIMOINE

أسرار حوض العروس وبيت "السخون والبارد" رحلة إلى حمامات القصبة العتيقة



أسرار حوض العروس وبيت
رحلة إلى حمامات القصبة العتيقة أرشيف

في ذكرى كل عروس حوض غسل خطاياها، و”طاسة” أفاضت الماء على أحلامها في ذكرى كل عاتق عاشت لحظاتها الأخيرة من البراءة كاسة نفضت “بوارها”، تتصاعد الزغاريد من نسوة سبقن خطاها وآخريات ينتظرن ماء سقياها…طقوس طاهرة ترافقها إلى كنف رجل سيحتويها ويحميها وحضن سيصبح مثواها الأول والأخير.

في القصبة لا يمكن احصاء الحمامات القديمة، خاصة ان عددها انخفض بعد زلزال 1716م الذي غير وجه القصبة كثيرا، وكانت هذه الحمامات تصطف خارج المدينة من شارع لالير او زنيقةالعرايسإلى شارع بروس، فقرب الجنينة بالقصبة السفلى كان هناك حمام كتشاوة وحمام سركاجي أو سيدي ناجي في نهاية شارع بوتان، وغير بعيد سيشهد اسم غريب لحمام عتيق هو حمام “الجباجق”. بعض الحمامات بنيت ما بين سنتي1865و1895م، وفي 1909 بني حمام سمي بحمام الحوتة، وقرب زوج عيون نجد حمام ايتو والعديد من الحمامات مثل حمام بن رمضان وحمام سيدي عبد الله.
من بين أقدم الحمامات في الجزائر العاصمة حمام بوشلاغم وحمام ليهود وايضا حمام الفويتة الذي بناه عبدي باشا في 1727م، تقول بعض المصادر أن هذا الحمام كان مرتعا للمومسات اللواتي كن يخضبن اجسامهن بالحناء فتسيل في مجاريه مياه حمراء برتقالية.
كان التجار “الدزيريين” هم الذين كانوا يملكون ويسيرون الحمامات في فترة بني مزغنة، غير أن اليهود هم من أسسها، وهم من كان يشرف على الحمامات في الفترة العثمانية، والذين كانوا مستقرين بكثرة ناحية “باب عزون”.

الفوطة والعروس المربوطة
كان للحمامات طقوس معينة وكان الحجز يتم 15 يوما قبل أن تزف العروس إلى دارها الجديدة للتحضير المسبق لاستقبالها واستقبال حاشيتها، وكان حمام العروس يضم بين 7 إلى 9 غرف، حيث نجد قاعة الانتظار، قاعة اللباس التي يتم فيها تغيير الملابس، ثم “بيت السخون” ومكانا خاصا لوضع”الرزمة” المرقمّة ضمانا لها من السرقة. بالإضافة إلى غرفة صغيرة توضع فيها المجوهرات. وكانت العروس بعد الخروج من “البيت السخون” تتوجه إلى “البيت البارد”، لأخذ قسط من الراحة بعد لبس “الفوطة” الباهظة الثمن التي تربط العروس وتصونها من أعين الحاسدات، ثم يتم التوجه بعدها إلى “بيت الغسيل” للغسل مرة ثانية. وكان اصحاب الحمامات يخصصون غرفة للعروس رفقة عائلتها، كما تتواجد غرفة خاصة بأهل العروس فقط وأهلها.

حوض العروس اليهودية
يعد حمام “بوشلاغم” الذي تأسس في القرن 17م من أقدم حمامات المدينة العتيقة، بعد أن زالت العديد من الحمامات بسبب عمليات توسيع الأزقة التي قام بها الاحتلال الفرنسي لتشييد بنايات بطابع أوروبي والتي قام فيها بهدم 6000 سكن.
كانت “القصباجيات” يحرصن على الالتقاء في الحمام للحديث ورؤية العازبات على سجيتهن وبعيوبهن الخلقية بهدف خطبتهن، هذه العادات كانت متشابهة تقريبا بين مختلف الديانات المتعايشة سلميا انذاك، فالحمام كان يفتح ابوابه للمسلمات واليهوديات على حد سواء، والدليل وجود غرفة تدعى “بيت ليهود”، يتوسطها حوض خاص بالعروس اليهودية، وكانت اليهوديات يضعن عروسهن داخل الحوض ويرمون فيه الورود وماء الزهر، ويوزعون “الكعيكعات”، فتعبق العروس اليهودية حوضها بالحظ الطيب و”الزهر المليح”، وعندما تغادرها تتسارع “العواتق” للتبرك بمياهه، وذلك كفأل خير لقدوم عريس إليهن.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)