زاوية سيدي سالم بن مخلوف أو زاوية المقراني أو زاوية سوفلات هي إحدى الزوايا في الجزائر الواقعة في بلدية المقراني بدائرة سوق الخميس ضمن ولاية البويرة، والتابعة لمنهاج الطريقة الرحمانية في منطقة القبائل الزواوية وعروش زواوة ضمن الجزائر[1].
مؤسس زاوية سوفلات المقراني هو الشيخ "سيدي سالم بن مخلوف" الذي استقر في منطقة القبائل الزواوية وعروش زواوة خلال القرن الخامس عشر الميلادي[2].
فاتخذ من منطقة وادي سوفلات مستقرا له في سنة 1472م في إحدى القرى المتواجدة عند هذا المجرى المائي، وبنى بها زاويته العلمية في منطقة جنوب جبال الخشنة وجبل بوزقزة[3].
وكان "سيدي سالم بن مخلوف" قد أسس زاويته الأولى في باب الوادي عند المخرج الغربي لقصبة جزائر بني مزغنة، ثم أسس زاوية ثالثة في منطقة المعاتقة في ولاية تيزي وزو حاليا[4].
ذريته
الأمير عبد القادر الجزائري
الصوفي المجاهد "أحمد الطيب بن سالم" (1802م-1846م) هو من أشهر أحفاد الشيخ "سيدي سالم بن مخلوف"[5].
صار "أحمد بن سالم" أحد قادة المقاومة الشعبية الجزائرية ضد فرنسا حينما كان الأمير عبد القادر الجزائري يجوب الجزائر لحشد الجهود لمقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وذلك حينما استقبلته منطقة القبائل الزواوية بحفاوة في سنة 1837م، وخطب فيهم وحذرهم من الطموحات الفرنسية التوسعية الاستيطانية، وطلب تأييدهم[6].
وكانت المرحلة التي تلت معاهدة تافنة قد شهدت توسع رقعة الدولة الجزائرية نحو الجهة الشرقية من الجزائر[7].
المعمار
كانت زاوية سيدي سالم بن مخلوف في عهد مؤسسها الشيخ "سيدي سالم بن مخلوف" مبنية جدرانها بالطوب[8].
وفي عهد أحد أحفاده، قام المشرفون على الزاوية بإجراء بعض الترميمات والتعديلات عليها وفق النمط الحديث.
المرافق
كانت تضم زاوية سوفلات المقراني قبل إغلاقها عدّة مرافق، أهمّها:
مسجد القرآن.
مسجد الصلاة.
مسجد الدروس.
بيوت الطلبة.
مخازن الحبوب.
مخازن الزيوت.
قاعات الإطعام.
سكنات لإقامة الزائرين.
مسكن شيخ الزاوية.
نشاطها
الآجرومية من تأليف محمد بن آجروم
ساهمت زاوية سوفلات المقراني في تربية سكان منطقة بني جعد منذ تأسيسها، وذلك قرب جبال بقاص.
وقد قصدها العالم محمد بن آجروم للتدريس بها خلال عام 1502م، وهو مؤلف كتاب الآجرومية.
وقد سميت منطقة بلدية قرومة، المجاورة لبلدية سوفلات المقراني، نسبة إلى الشيخ العالم محمد بن آجروم الذي ترك بصمته العلمية والصوفية في القرى المجاورة لوادي يسر أين تم إنشاء سد كدية أسردون ابتداء من عام 2002م.
وتُطلق منذ ذلك الحين صفة "القرومي" على كل قارئ قرآن ماهر حاذق، وذلك نسبة إلى العالم "الآجرومي".
عدد الطلبة
كان الطلبة الذين يدرسون في زاوية سوفلات يتراوح عددهم ما بين 30 إلى 50 طالب قرآن في عهد المؤسس الشيخ سيدي سالم بن مخلوف.
ومعظم شيوخ الزوايا القريبة منها مع الأئمة والمؤذنين والقيِّمين قد درسوا بها، حيث بلغ عدد طلبتها 150 طالب قرآن خلال عام 1952م، جاؤوا من كل مناطق الجزائر.
ولقد كانت الزاوية صرحا شامخا ومنارا يرجع إليه أهل القرية لحل قضاياهم العالقة خصوصا فيما يتعلق بإصلاح ذات البين.
النضال الاستقلالي الوطني
كانت "زاوية سيدي سالم بن مخلوف" في سوفلات المقراني أحد معاقل الحركة الوطنية الجزائرية داخل منطقة القبائل الزواوية وعروش زواوة[9].
وقد اتخذها مجاهدو الولاية التاريخية الرابعة من هذه الزاوية مركزا لهم مباشرة بعد اندلاع الثورة التحريرية في 1 نوفمبر 1954م.
وقد قام المجاهد الرائد رابح المقراني المدعو سي لخضر بتجنيد 64 قارئ قرآن من هذه الزاوية ليلتحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري[10].
وقد تم توقيف نشاطها بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية حينما تم إغلاق الزاوية من طرف الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي دمرها عن آخرها سنة 1956م مباشرة بعد انعقاد مؤتمر الصومام.
فما كان من أغلب الطلبة إلا الالتحاق بصفوف الثورة التحريرية الجزائرية كمجاهدين وقضاة شرعيين[11].
شيوخ الزاوية
شيوخ زاوية سوفلات المقراني
رقم الشيخ البداية النهاية
01 سالم بن مخلوف 1472م 1495م
02 محمد بن آجروم 1502م 1513م
إغلاق الزاوية في 1997م
تم إغلاق زاوية سوفلات المقراني في سنة 1997م، ومنذ ذلك الحين وهي تعيش إهمالا تاما أدى إلى تصدع جدرانها وسقوط سقفها، مع بقاء مئذنتها شامخة.
ويجري التحضير خلال عام 2018م من أجل إعادة ترميمها، مع بناء مرافق جديدة حولها، قصد افتتاحها من جديد ضمن المرجعية الدينية الجزائرية.
تاريخ الإضافة : 17/10/2021
مضاف من طرف : patrimoinealgerie