فصلت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، بإدانة المتهم المسمى (ن. س. د) 33 سنة، بالإعدام و سلطت في حق ابن عمه المدعو (ن. ي) 25 سنة، عقوبة 3 سنوات سجنا و غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار، مع إلزامهما بتعويض الضحايا ممثلين في والدي الضحية و أشقائه الستة، بمبلغ 220 مليون سنتيم.و توبع المتهمان اللذان طالبت النيابة العامة بإدانة الأول بعقوبة الإعدام و الثاني بعقوبة 5 سنوات سجنا و100 ألف دينار، بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و جنحة حيازة سلاح ناري من الصنف الخامس دون رخصة للأول، و جنحتي عدم الإبلاغ عن جناية يعلم بوقوعها و طمس آثار الجريمة بغرض عرقلة سير العدالة.
القضية التي هزت الرأي العام المحلي، قام خلالها المتهم الرئيسي شقيق مرق عقاري و المتابع كذلك في أزيد من 200 جنحة أخرى تخص سلب مكتتبين في مشاريع سكنية، أزيد من 200 مليار سنتيم و أدانته الجهات القضائية، بأحكام وصلت إجمالا إلى 56 سنة من دون أن يتم دمجها.
و ظل الضحايا يطالبون أفراد عائلة المرقي و من بينهم شقيقه المتهم في هذه القضية، بتعويضهم عن المبالغ المالية التي قاموا بوضعها في حساب المرقي، دون أن يستلموا سكناتهم.
و ترجع القضية إلى تاريخ الثاني عشر من شهر ماي من السنة الماضية، عندما تلقت فرقة الدرك الوطني بعين الزيتون، مكالمة هاتفية من أحد مستعملي الطريق الوطني رقم 32 في شطره الرابط بين أم البواقي و خنشلة، يفيد بعثوره على جثة شخص متوف داخل واد بولفرايس، لتنتقل عناصر فرقة الدرك الوطني إلى المكان المحدد، أين تعرفوا على جثة الضحية و يتعلق الأمر بالمدعو (م.ع) 26 سنة، تاجر بحي لاسيتي بمدينة أم البواقي، بين تقرير الطبيب الشرعي وفاته نتيجة لإصابته بطلق ناري ناحية الرقبة و انتهت التحقيقات بعد الاستماع لعديد المقربين من الضحية، إلى أن الأخير دخل في خلاف مع المتهم الرئيسي، بسبب دين عالق مع شقيقه المرقي العقاري المسمى (ن. م) و قدرت القيمة الإجمالية للدين، بمليار و600 مليون سنتيم، و أمام الخلاف الحاد الذي حصل بين الطرفين، خطط المتهم الرئيسي لوضع حد لما وصفه تهديدات الدائن، التي وصلت حسبه إلى حد التهديد بالتعرض لزوجته، ما جعله يوهمه بجلبه أموالا من باتنة ناحية مزرعة العائلة بمشتة الرقراق بعين الزيتون، أين توجهوا لها على متن مركبة «هيربين» ترجع للمتهم على مرتين، تشاجرا في الأولى و قام المتهم بسحب بندقية صيد خلف كرسي سائق المركبة و هي ذات ماسورتين و عيار 12 ملم، أطلق عيارين ناريين محذرا الضحية، ليتوجه المعنيان بعدها إلى مدينة أم البواقي، قبل أن يعودا مجددا لمزرعة العائلة، أين تطور الشجار، ما اضطر المتهم لسحب بندقيته مجددا و أمام رفض الضحية النزول من مركبته، وجه له طلقة نارية تسببت في وفاته مباشرة و هو جالس في مقعده.
ليتوجه بعدها المتهم ناحية الجسر المطل على واد بولفرايس، أين تخلص من الجثة، ثم عاد إلى مسكن العائلة وسط مدينة أم البواقي، أين طلب من ابن عمه المتهم الثاني، تنظيف المركبة و التخلص من بقع الدماء التي أوهمه بأنها ترجع لشاة قام بنحرها، غير أن المحققين سرعان ما اكتشفوا مخطط المتهم الرئيسي، الذي اعترف طيلة مراحل التحقيق و حتى أمام هيئة المحكمة بالجرم المنسوب إليه، مشيرا إلى أنه لم يكن يدر ما يفعل.و عاد المتهم ليؤكد على أن تهديد الضحية بالاعتداء على زوجته، و وصول رسائل تهديدية عبر الهاتف، هو ما جعله يفكر في التخلص منه و أحضر البندقية ساعات فقط قبل الحادثة، ثم أطلق منها عيارين ناريين في الهواء في المرة الأولى و لم يتبق داخلها سوى طلقة واحدة.
من جهته المتهم الثاني، أشار لعدم علمه بالجريمة التي حصلت داخل المركبة التي قام بتنظيفها، مبينا بأنه استجاب لطلب ابن عمه الذي أعلمه بأن قطرات الدم لخروف قام بذبحه، تحضيرا لشهر رمضان. أحمد ذيب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/12/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : النصر
المصدر : www.annasronline.com