أدرار - PERSONNAGES

الشيخ سيدي أحمد ديدي بن سيدي محمد العالم 1370 ه



ولد رحمه الله بتمنطيط سنة 1299 ه الموافق ل 1879 م، و تعلم بها كتاب الله عز و جل على يد الشيخ الطالب محمد بن الطالب عبد الواحد، و أخذ مبادئ الفقه و النحو على يد أخيه الشيخ سيد البكري بن سيدي محمد العالم، الذي كان أحد شيوخ الشورى في مجلس قضاء توات، و الحاصل أن شيخنا سيد أحمد كان مجتهدا في العلم و المعرفة، طالبا للتحصيل و الفائدة، حتى ما عرف عنه تضييعا للوقت، فقد كان الطلبة في يوم الخميس يقومون بما يسمى "خلوط"، و لكن الشيخ بقي في كسان خمس سنين، ما فعل ذلك مرة واحدة...
و مما يروى عنه أنه ذات مرة في كوسان و في مجلس شيخه سأله عن مسألة من المسائل فتورع الشيخ عن الإجابة، و كان هذا في بداية دراسته، فضحك الطلبة استهزاء به، فقال لهم الشيخ و في حدة من الغضب: إن هذا الذي رأيتم منه ما حصل الآن، سوف بفضل الله يعرف من السماء الحمام الذي يمر فوق سطح بيتهم، و هو في وسط الدار، و هذا القول دل على أن الرجل سوف يبلغ مبلغا كبيرا، و معرفة واسعة في الأسرار الربانية، و الأنوار الإلهية.
فأكمل رحمه الله في كوسان مدة خمس سنين، حاز فيها السبق، و نال فيها من العلوم الكثير، و ملك إجازة مطلقة من قبل شيخه سيدي عبد الله، و أخرى خاصة بقراءة صحيح البخاري، كتبها الشيخ سيدي أحمد بخط يده، رحمة الله عليه.
و بعد رجوعه لتمنطيط أسس مدرسته الداخلية الأولى بتوات و ذلك سنة 1923 : فأحضر بعض أصدقائه أولادهم، و هكذا بدأ عدد الطلبة يتزايد يوما بعد يوم، فكان من الطلبة الأوائل الشيخ الحاج أحمد نومناس، و الحاج عبد الكريم التنلاني، و الشيخ سيد الحاج محمد بلكبير، و الشيخ سيد الحاج محمد العالم، و غيرهم من الطلبة. و كان رحمه الله يطبق نظاما تدريسيا جيدا، فقد كان الطالب بمجرد أن يحضر للمدرسة، يسأله: هل ختمت القرآن أم لا. فإن تبين له حفظه، و ذلك بعد استظهاره أمام المكلف بالتدريس بدأ له الوقفة في ابن عاشر، و الآجرومية، و إن وجده غير حافظ بدأ له ابن عاشر فقط، و الباقي حتى يكمل كتاب الله...
تميزت مدرسته رحمه الله بأمور كثيرة من بينها:
1-إقامته للمدرسة الداخلية و إيواء الطلبة في بيته و كانت سنة حسنة بدأ بها رحمه الله في المنطقة، فقد كانت العادة قبل ذلك أن الطلبة يدرسون و يتعلمون، ثم ينصرف كل منهم إلى أكله إن كان يملكه، و الحاصل أن الشيوخ قبل شيخنا و جدنا الشيخ سيد أحمد ما كانوا يطعمون الطلبة على عدد الأيام.
و بعدما أنشئت المدارس بعد ذلك صاروا على نهج الشيخ رحمه الله.
2-قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان: كان قبله يقرأ البخاري، و لكن في وقت من الأوقات، انقطعت قراءته في تمنطيط، و لما فتح الشيخ المدرسة و توافدت عليها الطلبة من جميع الجهات، أعاد قراءة الصحيح في تمنطيط، فقد كان يقرأه مع القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق، و الطلبة و المستمعون من أهل البلدة.
3-ختم مجلس الدرس بابن عطاء الله: اعتاد رحمه الله ختم مجلس الدرس بقراءة جزء من كتاب الحكم لابن عطاء الله الأسكندراني، و كانت عادته رحمه الله حتى وفاته.
و بفضل من الله العلي القدير لا تزال مدرسته التي أسسها في سنة 1330، مستمرة في أداء مهمتها التعليمية و الإجتماعية و الحمد لله.
توفي يوم الجمعة 16 شوال سنة 1370 ه – الموافق ل 20 جويلية 1951 م.
من أقواله رحمه الله:
(من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، و جعل فقره بين عينيه و لم يوتيه من الدنيا إلا ما كتب له، و من كانت الآخرة همه جمع الله عليه أمره و أغنى قلبه و أتته الدنيا راغبة).
(ما كان لله دام و اتصل و ما كان لغيره انقطع و انفصل).



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)